العناوين الرئيسيةمنوعات

بانوراما 2025: الدراما السورية تفقد اثنين من أهم كتّابها

خلال عام 2025، فقدت الدراما السورية اثنين من أبرز كتّابها، ممن أسهموا في تشكيل ملامحها وتطوير أساليبها على مدار سنوات طويلة.

الكاتبان هاني السعدي وأحمد حامد رحلا عن عالمنا هذا العام، تاركين وراءهما إرثاً فنياً ثقيلاً من الأعمال الدرامية التي أحدثت تأثيراً لافتاً في المشهدين المحلي والعربي.

شكّلت أعمال الراحلين علامة فارقة في تطور الدراما السورية، فتميزت بتفردها ومعالجتها لعديد من القضايا بأسلوب فني ممتع وسلس، فاشتهر الأول بالدراما الفانتازية، وعُرف الثاني بالبيئة الشامية.

إن فقدان هذين الكاتبين يمثل خسارة لفن الكتابة الدرامية، بعد أن كانا من الأسماء التي شكلت جزءاً لا يتجزأ من هوية الدراما السورية.

الفانتازيا التاريخية

في الرابع عشر من آذار من العام الحالي، رحل هاني السعدي عن عمر ناهز الواحد والثمانين عاماً، بعد أن قدّم للدراما أكثر من ثلاثين عملاً كاتباً، بينما شارك ممثلاً في نحو عشرين عملاً.

ولد الراحل في السادس من حزيران عام 1944، في صفورية في فلسطين، ولجأ مع أسرته إلى سوريا عقب نكبة 1948 وعاش في دمشق. وهو والد الممثلتين روعة وربى السعدي.

انتسب لنقابة الفنانين السوريين عام 1973، وظهر ممثلاً لأول مرة في فيلم “بوابة الغزلان” الذي عرض عام 1969، مع سميرة توفيق وناجي جبر وياسين بقوش، وشارك ممثلاً بين عام 1969 و2002 في عدة أعمال درامية والأفلام من بينها: “أسعد الوراق، الحدود، تجارب عائلية، أبو البنات، حارة نسيها الزمن” وغيرها، كما مثّل في المسرح في أعمال سعد الله ونوس “حفلة سمر من أجل خمسة حزيران”، و”رأس المملوك جابر”، وفي مسرحيات المسرح الوطني الفلسطيني مع المخرج جواد الأسدي، كما له أعمال إذاعية أيضاً.

توقف عن التمثيل عام 2002 في مسلسل “آخر الفرسان” الذي كان من تأليفه وتفرغ للكتابة. وقدّم أعمالاً بقيت راسخة في ذاكرة المشاهد العربي، وشكّلت علامة فارقة في الفانتازيا التاريخية في الدراما السورية والعربية.

نال مسلسله “أبناء القهر” جائزة أفضل مسلسل عربي في المؤتمر الطبي في باريس، وحاز أيضاً شكراً من وزارة الصحة ومركز مكافحة الإيدز.

من مسلسلاته الدرامية مؤلفاً: “وداعاً زمن الصمت” عام 1986، “دائرة النار” و”حارة نسيها الزمن” عام 1988، و”غضب الصحراء” و”البركان” عام 1989، و”الجوارح” و”خلف الجدران” و”أبو البنات” عام 1995، و”قانون الغاب” عام 1996، و”الموت القادم إلى الشرق” عام 1997، و”الكواسر” عام 1998، و”الفوارس” عام 1999، و”البواسل” عام 2000، و”آخر الفرسان” و”أبناء القهر” عام 2002، و”خط النهاية” عام 2003، و”قتل الربيع” و”عصر الجنون” عام 2004، و”خلف القضبان” و”حاجز الصمت” عام 2005، و”أسياد المال” عام 2006، و”جنون العصر” عام 2007، و”صراع على الرمال” و”الخط الأحمر” عام 2008، و”سفر الحجارة” و”آخر أيام الحب” عام 2009، و”فرسان الظلام” عام 2023.

الدراما الشامية

في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، توفي أحمد حامد، عن عمر ناهز الخامسة والسبعين عاماً.

يعدّ الراحل من أشهر كتّاب دراما البيئة الشامية، وقد نال شهرته مطلع القرن الحالي، عندما كتب مجموعة من أشهر المسلسلات التي تتبع لهذه البيئة في بداياتها الأولى.

وُلد الراحل في دمشق عام 1950، وانضم لنقابة الفنانين عام 1993، وبدأ مسيرته الفنية ممثّلاً وكاتباً على خشبة المسرح، ومن أعماله: “الملك هو الملك، المهرّج، القاعدة والاستثناء، رحلة حنظلة”.

كتب للدراما السورية ما يقرب من 25 مسلسلاً، نذكر منها: “سفر” عام 1998، و”الجمل” و”آخر أيام التوت” عام 1999، و”الملك لله” و”الخوالي” عام 2000، و”شام شريف” و”تمر حنة” عام 2001، و”ليالي الصالحية” عام 2004، و”رجاها” عام 2005، و”أهل الراية” بجزأيه عامي 2008 و2010، و”طوق البنات” بأجزائه الأربعة أعوام 2014 و2015 و2016 و2017، و”بيت الموالدي” عام 2016.

خاض تجربة إخراجية واحدة من خلال مسلسل “ماما عناية” الذي ألّفه بنفسه وأنجزه عام 2022.

وائل العدس

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock