بتقنية الكولاج.. آيات الزعبي تفتتح معرض “مكان” بدمشق

اختارت الفنانة الشابة آيات الزعبي “مكان” ليكون عنواناً للوحاتها الست والأربعين، التي وزعتها في أركان صالة “غاليري مشوار” بحي القصور بدمشق، مستخدمة ما وصلت إليه تجربتها وما حصّلته من خبرات خلال السنوات المنصرمة من تقنيات بـ”كولاج” من ورق، لوّنته حسب رؤيتها للمكان، معتمدة هذه التقنية عبر لصق قصاصات ملونة صغيرة بأسلوب تعبيري مفعم بالحياة والإحساس، ومبدعة تناغمات لونيَّة تشير إلى روح المكان وبعض تفاصيله المعبّرة عنه، مستوحية ذلك من دراستها المتعمقة للمشهد وتركيزها على التفاصيل.
المكان هو الأساس
وفي تصريح لـ”الوطن”، أكدت الزعبي أن علاقتها بالكولاج بدأت منذ زمن طويل وربما منذ الطفولة المبكرة، ولاسيما عندما كانت تجلس إلى جانب والدتها التي كانت تعمل في الخياطة وتساعدها في تفصيل القماش وتقطيعه وتجميع القصاصات القماشية.
وأشارت ابنة تدمر إلى أن المكان هو الأساس في لوحاتها، فكل لوحة تجسد وتروي قصة وتفاصيل مكان معين عاشت فيه أو زارته، معتبرة أن أي مكان نزوره لا بد أنه يأخذ حيزاً مهماً في ذاكرتنا، ولذلك لا بد أن نخلده ونجعله راسخاً في ذاكرتنا وليس شيئاً أجمل من الفن في سبيل تحقيق ذلك.
وأوضحت أنها باستخدامها لهذه الطريقة تطرح العديد من الحلول المناسبة والبدائل التقنية في مهنة وفن التشكيل والرسم، ولاسيما بعد ارتفاع أسعار المواد الأولية وصعوبة الاستيراد، فهي تحمل الشغف في الاستفادة من القصاصات الورقية الصغيرة للصحف القديمة وأوراق المجلات وتقوم بتحويلها إلى عمل فني ملهم وإبداعي يثير في داخلك الدهشة والمتعة.
عالم مدهش
وعن المعرض قال الناقد سعد القاسم لـ”الوطن”: “تشي لوحات آيات الزعبي بالوقت الطويل الذي أمضته في بنائها وإنجازها، وبالتأني الممتع في العمل عليها، والنتيجة عالم لوني مدهش في غناه وتناغمه يتيح وصفها بجدارة بأنها ملونة بارعة ذات تجربة فريدة وواقعية تنبض بروح المكان، وآيات تصنع لوحاتها بالكامل من قصاصات الأوراق الملونة المنتقاة بعناية كبديل عن الألوان الزيتية أو الإكرليك مستثمرة التطور الهائل في الطباعة الملونة الذي يتيح لها الحصول على طيف واسع من الألوان النقية المتنوعة والمتقنة.
مصعب أيوب