العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

بسام أبو عبدالله لـ«الوطن»: استقالة نواب «14 آذار» محاولة لإسقاط عهد الرئيس عون.. وأردوغان يستثمر بالبعد الإنساني للتغلغل داخل البلدان

أكد الأكاديمي والباحث في الشؤون الدولية بسام أبو عبدالله في تصريح خاص لـ«الوطن» اليوم السبت، أن ثمة قوى تريد الاستثمار سياسياً بآلام الشعب اللبناني بعد انفجار مرفأ بيروت، واعتبر أن حديث «قوى 14 آذار» عن استقالات برلمانية هو محاولة لخلط الأوراق، وزيادة الضغط لإسقاط عهد الرئيس ميشال عون، وإسقاط حكومة حسان دياب بناء على أوامر خارجية، مبيناً أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان عادة ما يستثمر البعد الإنساني للتغلغل داخل البلدان، وهو أسلوب يستخدمه، يريد من خلاله استثمار ما حصل في مرفأ بيروت, وعرضه «مرسين» بديلاً لربط لبنان اقتصادياً وتجاوز ميناء اللاذقية وطرطوس.
وقال أبو عبدالله: لا شك أن حادثة بيروت فاجعة كبرى، تذكرنا بما جرى في 14 شباط 2005، وهناك قوى تريد أن تستثمر سياسياً في آلام اللبنانيين كما هي العادة، وهذه القوى بدأت بالتفاعل مباشرة، وبدأت مباشرة بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثم نائب الرئيس التركي، وقوى تقريباً في نفس المعسكر تحاول التأثير، وما نشره جيفري فيلتمان من محاولات ضغط للمطالبة بتحقيق دولي، وهو ما يذكرنا بمحكمة الحريري التي ستصدر حكمها قريباً.
وأضاف: هناك أجواء تحاول بعض القوى الداخلية اللبنانية استثمارها بناء على أوامر خارجية وليس من إرادتها الداخلية، لأن هذه القوى معروفة تاريخياً بارتباطاتها وبنفاقها وعدم حرصها على استقلال وسيادة لبنان وهو الشعار الذي رُفع عام 2005، لذلك نحن أمام مرحلة سياسية هامة، لكن ما قاله الأمين العام لحزب اللـه، سماحة السيد حسن نصر اللـه أمس في خطابه كان خطاباً هادئاً واثقاً، وفيه رسائل كثيرة، ولكن لم يركز على الشأن الداخلي والسجالات السياسية.
واعتبر أبو عبدالله، أن الحديث عن استقالات من قبل «قوى 14 آذار» هو محاولة لخلط الأوراق وزيادة الضغط ولإسقاط «العهد» عهد الرئيس ميشال عون، وإسقاط حكومة الرئيس حسان دياب، وذلك بناءً على أوامر خارجية، وهذه الحركة لا تدل بأنهم أشراف، ولا على أنهم يحترمون سيادة لبنان واستقلاله، ولا حرصهم على الشعب اللبناني، ولو كان الأمر كذلك لتجاوزوا هذه المرحلة الصعبة من آلام اللبنانيين، ثم فيما بعد يمكن أن يتخذوا الموقف ويتحملوا مسؤولياتهم، وهناك كثير من الأسئلة وإشارات الاستفهام عما يجري في لبنان.
وحول عرض النظام التركي لتخصيص ميناء مارسين التركي للقيام بالعمليات التجارية بدلاً من مرفأ بيروت، لفت أبو عبد اللـه إلى أن أردوغان عادة ما يستثمر البعد الإنساني أو التنموي كأحد أذرع التغلغل داخل البلدان، وهو أسلوب يتبعه في الكثير من البلدان، وبالتالي كيف يمكن أن يكون حريصاً على اللبنانيين وليس حريصاً على سورية والسوريين أو على العرب بشكل عام، وبهذا يريد استثمار ما حصل في مرفأ بيروت لربط لبنان اقتصادياً، وتجاوز ميناء اللاذقية وطرطوس، باعتبار أن سورية تخضع لعقوبات اقتصادية أميركية، فهو يحاول أن يستثمر هذا الأمر برضا أميركي، وقد يكون بتوجهات أميركية للانخراط مباشرة بالوضع اللبناني.
وأوضح أبو عبد الله أن الواجهة التي تقوم بها تركيا، هي واجهة إنسانية ويجب أن نتذكر ما فعلته في سورية، ففي البداية كانت الواجهة إنسانية بالنسبة للسوريين الذين لجؤوا إلى تركيا ثم تحولوا إلى رهائن ليهدّد بهم أردوغان أوروبا، لذلك على الجميع ألا يُخدعوا وأن ينتبهوا إلى السياسات التركية التي عادة ما تبدأ بالذراع (الوكالة التركية للتنمية)، ثم المساعدات الإنسانية، ثم يبدأ بالتغلغل عبر أدوات استخباراتية على الأرض، خاصة وأن بعضهم في لبنان «طرابلس مثلاً» يعمل لمصلحة تركيا، إضافة إلى أن التغلغل التركي له أهداف، وهي منافسة إيران واستهداف سورية، وأكثر من هدف مطلوب أميركياً وإسرائيلياً.
الوطن – منذر عيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock