اقتصادالعناوين الرئيسية

بعد عام على التحرير.. تحسن واضح في الكهرباء.. لكن المشكلة ستكون في الأسعار

مع بدء المرحلة الجديدة في سوريا بعد سقوط النظام البائد، دخل قطاع الطاقة مرحلة إصلاحية جذرية، هدفها تحويل السوق من اقتصاد احتكاري إلى سوق مفتوح كامل، يحقق الاستدامة الاقتصادية ويزيد العدالة الاجتماعية. وفي تصريح للدكتور عبد المعين مفتاح، الخبير والاستشاري في الإدارة والاقتصاد وإعادة هيكلة الشركات، يوضح الوضع الحالي لقطاع الكهرباء والمحروقات في سوريا الجديدة.

توفر الطاقة قبل وبعد التحرير

قال مفتاح: قبل التحرير، كانت أسعار الكهرباء والمحروقات منخفضة جداً، وخصوصاً للشريحة الأولى من الاستهلاك المنزلي، لكن المشكلة الحقيقية كانت في توفر الطاقة نفسها. ساعات الكهرباء كانت محدودة أحياناً لا تتجاوز 6–8 ساعات يومياً، والمحروقات غالباً ما كانت شبه مستحيلة الحصول عليها. المواطن كان يقف طويلاً في طوابير للحصول على أي كمية.

وأضاف: بعد التحرير، تغيّرت المعادلة بشكل جذري. الطاقة أصبحت متوافرة جداً ومستقرة، حتى في ساعات الذروة، مع أسعار أكثر واقعية. الشريحة الأولى للكهرباء 600 ليرة/ك.و/س، الشريحة الأعلى 1,400 ليرة/ك.و/س، والمنشآت الصناعية الكبرى بين 1,700 و1,800 ليرة/ك.و/س. أما المحروقات في دمشق 2025، فبنزين أوكتان 90 بسعر 10,030 ليرات/لتر، مازوت 8,100 ليرة/لتر، وأسطوانة الغاز المنزلي (12 كغم) 113,400 ليرة..

وأوضح مفتاح أن الفرق الأساسي ليس في السعر فقط، بل في التوفر والأمان. المواطن يمكنه الآن الحصول على الطاقة بسهولة وبانتظام.

انخفاض التقنين وتحسن الاستقرار

وأكد مفتاح نعم، التحسن ملحوظ، خصوصاً في دمشق، حيث شهدت بعض المناطق زيادة ساعات التغذية إلى 14–16 ساعة يومياً. مضيفاً: لكن التحسن ليس كاملاً بعد، لكنه مؤشر واضح على أن الإصلاحات بدأت تؤتي ثمارها.

نقاط القوة والضعف في السوق المفتوح للطاقة: وأشار الخبير بداية إلى نقاط القوة والتي تتمثل- بتحقيق استدامة القطاع: كل ليرة تُدفع الآن تُوظف لتحسين الشبكة وتقليل الفاقد.

توفر الطاقة للمواطن: لم يعد هناك انتظار طويل أو طوابير

. فرص استثمارية جديدة: جذب المستثمرين للطاقة المتجددة وتحسين كفاءة التوزيع… العبء المالي على المواطن: الأسعار الجديدة أعلى مقارنة بالقدرة الشرائية الحالية.. تذبذب سعر الصرف: أي ارتفاع مفاجئ في الدولار يزيد من تكلفة الطاقة المستوردة بسرعة.. الحاجة إلى تحديث البنية التحتية لضمان الاستقرار الكامل.

وأضاف مفتاح: إن المصانع والمطاعم الصغيرة تعتمد نظم ترشيد ذكية، مثل استخدام مولدات صغيرة لتخفيف الاستهلاك في أوقات الذروة. المواطن الآن يحصل على ما يحتاجه بسهولة، حتى لو كلفه أكثر. مؤكداً أن سوريا دخلت مرحلة جديدة في سوق الطاقة. الأسعار السابقة كانت منخفضة لكنها لم توفر أي استقرار، فيما الأسعار الحالية تمثل خطوة أساسية نحو استدامة الطاقة وتوفرها. المواطن يتحمل جزءاً من التغيير، لكنه يحصل بالمقابل على خدمات أكثر انتظاماً وفرص اقتصادية أكبر واستثمار في مستقبل الطاقة المستدامة.”

وتابع: لمعركة ليست فقط على الأسعار، بل على جعل الطاقة متاحة ومستدامة وعادلة. المرحلة الانتقالية مؤلمة، لكنها ضرورية للوصول إلى حياة اقتصادية واجتماعية أفضل للجميع.”

تطلعات مستقبلية

وتتطرق مفتاح إلى تصريحات وزير الطاقة محمد البشير  الأخيرة حول خطط مواجهة التحديات: والتي أكد فيها على إقامة محطات تحلية لمواجهة الجفاف المتزايد في سوريا. وتحسين الربط الإقليمي للكهرباء وإعادة تأهيل الشبكة. والأهم توقيع عقود مع شركات سعودية وقطرية وإماراتية لتطوير إنتاج الغاز. وهو ما يبشر بمستقبل لسورية الجديدة ..

وخلص، تمر سوريا بمرحلة مخاض اقتصادي واجتماعي مؤلمة، لكنها تحمل وعداً بمستقبل أفضل، حيث تتحقق العدالة الاقتصادية ويصبح الوصول للطاقة والحياة الكريمة أمراً واقعياً لكل منزل ومصنع.

هناء غانم

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock