بعد نحو 8 سنوات من التهجير القسري.. “جسور العودة” تصل إلى جسرين

وصلت مساء اليوم الخميس قافلة تحمل اسم “جسور العودة” تضم أكثر من 132 عائلة مهجّرة، إلى بلدة جسرين في غوطة دمشق الشرقية قادمين من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، بعد نحو 8 سنوات من تهجيرهم القسري على يد نظام بشار الأسد المخلوع.
وتأتي هذه المبادرة بدعم من فريق “ملهم” التطوعي، الذي تكفل بنفقات الحافلات التي أقلت العائلات والشاحنات التي نقلت أمتعتهم وأثاث منازلهم.
وقال رئيس مجلس بلدة جسرين أنس درويش إن العائلات العائدة يصل عدد أفرادها إلى نحو 650 شخصاً أغلبيتهم من جسرين، لافتاً إلى أن هذه القافلة تتألف من 5 حافلات أقلت المواطنين المهجرين وعشرات الشاحنات التي نقلت أمتعتهم وأثاث منازلهم.
وأوضح درويش في تصريح لـ”الوطن”، أن الحكومة وجهت بتقديم كل التسهيلات لتأمين راحة وسكن العائلات العائدة، بعدما فتحت المجال أمام المنظمات الأهلية والفرق التطوعية للعمل والمساعدة في إعادة المهجرين إلى مدنهم ومنازلهم الأصلية.
ودعا درويش كل المنظمات الأهلية والفرق التطوعية للعمل والمساعدة في إعادة جميع المهجرين إلى مدنهم ومنازلهم الأصلية في كل الأراضي السورية التي شهدت تهجيراً قسرياً على يد النظام السابق.
وتم تنظيم استقبال شعبي مهيب للعائلات العائدة، عند مدخل بلدة جسرين حيث احتشد أبناء البلدة رافعين أعلام الجمهورية العربية السورية، بينما كان عدد من الشباب مرتدين الزي الشامي يؤدون العراضة الشامية احتفاء بعودة المهجرين وبعضهم كان يعزف الموسيقا عبر مزامير.
وفي حين كانت حناجر البعض تصدح بهتافات الترحيب بالعائدين وأخرى تعبر عن انتصار الشعب السوري بسقوط الأسد، كان البعض يردد شعارات ضد النظام المخلوع.
ومع وصول الحافلات التي تقل العائدين، اعتلت أصوات مستقبليهم ترحيباً بهم، وراحوا يسيرون ببطء باتجاه وسط البلدة، بينما كانت الحافلات تسير خلفهم، في حين لم ينتظر بعض العائدين الموجودين في الحافلات وصولها إلى وسط البلدة، ونزلوا منها وهي تسير على الطريق.
وعبر عدد من العائدين عن فرحة عارمة بعودتهم إلى بلدتهم ومنازلهم. وقال أحدهم لـ”الوطن”: “صبرنا على الحرب التي شنها الظالم علينا، وصبرنا على مرارة التهجير والنزوح والعيش في المخيمات، والحمد لله فقد تحقق حلمنا بسقوطه على يد الثوار، كما تحقق حلمنا بالعودة”.
بدوره أوضح شاب كان من بين العائدين، أن تحرير سوريا من النظام السابق المجرم ما كان ليتم لولا جهود أبناء هذا البلد الشرفاء ولولا دماء الشهداء، وكذلك العودة اليوم ما كانت لتتم لولا أبطال الثورة ودماء الشهداء.
الفرحة بالعودة كانت عارمة بالنسبة لرجل في العقد الثالث من العمر، لكنه أوضح أن سيقيم حالياً في منزل قريب له، لأن ترميم منزله يحتاج إلى مبلغ مالي كبير لا يمتلكه، معرباً عن الأمل في أن يوفق في الأيام والأشهر القادمة في تأمين مبلغ صغير لترميم قسم من منزله.
وختم بالقول: “المهم أن نظام الأسد المجرم ولى. المهم أننا عدنا، وما بعد ذلك يهون”.
الوطن