العلاقات السورية الصينية

بكين: أميركا سقطت في مستنقع فشل النظام وعقوباتها الأحادية تسببت بكوارث إنسانية

اعتبرت الصين أن عام 2022 شهد انتكاسة تاريخية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة التي تصف نفسها بأنها “مدافع عن الحقوق الإنسان”، حيث تتفشى اليوم أمراض مزمنة مثل سياسات المال، والتمييز العنصري، والعنف المسلح وعنف الشرطة، واستقطاب الثروة.

واعتبرت الصين في التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الصينية وحصلت “الوطن” على نسخة منه وحمل عنوان “حالة الديمقراطية في الولايات المتحدة: 2022″، أن تشريعات حقوق الإنسان والعدالة شهدت أيضاً تراجعا شديدا، الأمر الذي زاد من تقويض الحقوق والحريات الأساسية للشعب الأمريكي.

وقالت الوزارة إن التقرير، جاء استنادا إلى الحقائق والتعليقات الإعلامية وآراء الخبراء، يهدف إلى تقديم “صورة حقيقية للديمقراطية الأمريكية خلال العام الماضي”.

ولفت التقرير إلى أن الحكومة الأمريكية خففت إلى حد كبير السيطرة على السلاح، الأمر الذي أدى إلى استمرار ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن العنف المسلح، ويعتبر قرار المحكمة العليا الأمريكية في قضية بروين عام 2022 خطوة تاريخية إلى الوراء في مجال السيطرة على السلاح في الولايات المتحدة، حيث تتصدر الولايات المتحدة العالم في حيازة السلاح وجرائم القتل المسلحة وحوادث إطلاق النار الجماعي، وتحول العنف المسلح “مرضاً أمريكياً”.

ولفت التقرير إلى أن انتخابات التجديد النصفي أكثر الانتخابات تكلفة في الولايات المتحدة، وفقدت الديمقراطية على النمط الأمريكي دعمها الشعبي، فقد ارتفعت تكلفة الانتخابات في الولايات المتحدة مرة أخرى، كاشفاً أن تبرعات “الأموال السوداء” تتلاعب بالانتخابات الأمريكية بشكل خفي، كما أن الاستقطاب السياسي والانقسام الاجتماعي يجعلان من الصعب على البلاد التوصل إلى إجماع ديمقراطي.

التقرير أشار أيضاً إلى أن العنصرية تشهد تزايدا مستمرا وتعاني الأقليات العرقية من التمييز على نطاق واسع، كما ازدادت جرائم الكراهية القائمة على التحيز العنصري في الولايات المتحدة بشكل كبير بين عامي 2020 و2022، وبات الأمريكيون من أصل أفريقي أكثر عرضة للقتل على يد الشرطة بواقع 2.78 ضعف مقارنة بالبيض، معتبراً أن المعاناة الناجمة عن نهج الإبادة الجماعية والتذويب الثقافي، الذي اتبعته الحكومة الأمريكية ضد الهنود وغيرهم من السكان الأصليين على مدار التاريخ، مستمرة حتى يومنا هذا.

التقرير بين أن إساءة استخدام الولايات المتحدة للقوة وعقوباتها الأحادية الجانب تسببت في حدوث كوارث إنسانية، فمنذ بداية القرن الـ21، نفذت الولايات المتحدة عمليات عسكرية في 85 دولة باسم “مكافحة الإرهاب”، ما أسفر بشكل مباشر عن مقتل ما لا يقل عن 929 ألف مدني ونزوح 38 مليون شخص، كما أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات أحادية الجانب أكثر من أي بلد آخر في العالم، ولا تزال تفرض عقوبات على أكثر من 20 دولة، الأمر الذي أدى إلى عجز المستهدفين عن توفير الغذاء والدواء الأساسين لشعوبهم، أما قضية الهجرة فقد أصبحت أداة للمعارك الحزبية، وافتُعِلت مهازل الهجرة على نطاق واسع، ما جعل المهاجرين يواجهون أشكالا شديدة من كراهية الأجانب ومعاملة قاسية، حيث بلغ عدد المهاجرين الذين تم اعتقالهم على الحدود الجنوبية الغربية للبلاد في عام 2022 حوالي 2.4 مليون مهاجر، وهو أعلى عدد تم تسجيله على الإطلاق، كما بلغ عدد القتلى من المهاجرين على الحدود الجنوبية 856 شخصا، وهو الأكبر في عام واحد.

واعتبر التقرير أن الولايات المتحدة، التي تأسست على الاستعمار والعبودية العنصرية وعدم المساواة في العمل والحيازة والتوزيع، سقطت بصورة أكبر في مستنقع فشل النظام، والعجز في الحكم، والانقسام العرقي، والاضطرابات الاجتماعية في السنوات الأخيرة في ظل التفاعل بين ما لديها من نمط توزيع اقتصادي مستقطب ونمط اجتماعي يهيمن عليه الصراع العرقي ونمط سياسي تسيطر عليه جماعات المصالح الرأسمالية.

كما فقد الساسة الأمريكيون، الذين يخدمون مصالح الأوليغارشية (حكم القلة) تدريجيا إرادتهم الذاتية وقدرتهم الموضوعية على الاستجابة للمطالب الأساسية للناس العاديين والدفاع عن الحقوق الأساسية للمواطنين العاديين، وفشلوا في حل مشاكلهم الهيكلية في مجال حقوق الإنسان. إنهم يستخدمون حقوق الإنسان عمدا كسلاح لمهاجمة البلدان الأخرى، متسببين في حدوث المواجهة والانقسام والفوضى في المجتمع الدولي، وأصبحوا مخربين ومعرقلين للتنمية العالمية لحقوق الإنسان.

وفيما يلي النص الكامل لتقرير الخارجية الصينية حول انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في عام 2022 أضغط هنا

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock