مقالات وآراء

بماذا تطمح؟!

بقلم : عبد الفتاح العوض

حدثني عن طموحك، أحدثك عن مستقبلك.
حسب هرم ماسلو فإن احتياجات الإنسان تبدأ من الحاجة إلى الغذاء أولاً ثم الأمان وبعد ذلك العلاقات الاجتماعية، ثم تنتقل إلى مستوى أعلى وهي الحاجة للتقدير واعتراف الآخرين، حسب فكرة ماسلو فإن الإنسان ينتقل من حالة إشباع إلى أخرى.
والفكرة هنا أن الإنسان تبدأ طموحاته تتجه إلى مستوى أعلى عندما ينتهي من تحقيق الوصول إلى مرحلة الإشباع من الحاجة الأولى، ما يتيح له الانتقال إلى الحاجة الثانية.
في حالة المواطن السوري فإن قائمة طموحاته في هذه الفترة تبدو طموحات متواضعة لأنها لم تصل بعد إلى حالة الإشباع من الحاجات الأساسية.
مقارنة بين ما كان يفكر أو يطمح به المواطن السوري في عام 2010 وبين ما يطمح به الآن في عام 2020 سنجد «المأساة» بحد ذاتها.
في 2010 كانت الطموحات قد بدأت تتجه نحو تحسين المستويات المعيشية والكماليات.
الآن في 2020 فإن الطموحات تكاد تقف عند الحدود الدنيا للمعيشة.
معظم الناس وخاصة الطبقة المتوسطة تلاحظ ذلك، لكننا الآن نتحدث عن تلاشي هذه الطبقة وانحدارها إلى مستويات غير مسبوقة بالحاجة لتلبية الحدود الدنيا من أساسيات الحياة.
في مثل هذه الحالة ماذا يحدث؟!
الذي يحدث أن أفكارنا واهتماماتنا وتركيزنا ينصب على تأمين هذه الاحتياجات ومعظم طاقتنا تستنفد في ذلك، ونقضي معظم وقتنا في التفكير والبحث حتى في الحاجات الأولى.
لكن.. وعندما نشاهد ونتابع شباباً صغاراً يبدعون أو يركزون على قضايا علمية مثل الأولمبياد العلمي فإن مثل هذا يمكن أن تضعه تحت عنوان التفوق على الذات سواء بالنسبة لهم أم لأسرهم التي لا شك أنها ترزح تحت المعاناة الاجتماعية ذاتها.
عندما نلاحظ أن الأسر السورية ما زالت تركز على ضمان حصول أبنائها على تعليم جيد فإن هذا يدخل أيضاً تحت عنوان الطموح الجميل الذي ما زال السوريون يصرون عليه رغم صعوبة حياتهم.
هذه الأشياء لها مدلولاتها التي تعني الكثير.
لهذا يصبح السؤال بماذا يطمح السوري الآن؟ سؤال مفتوح على المدى..
أسوأ إجابة.. وربما أكثرها أننا أصبحنا بلا طموحات، أو لنقل أصبحت طموحاتنا أقل جنوناً.. أو أكثر تواضعاً.
آخر الكلام
** أحب حياتك حتى تحبك الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock