مقالات وآراء

ثلثان لا يعطلان و ثلث يقرر.. ديموقراطية زراعة الحنطة في انتخابات نقابة الفنانين

بقلم : خلدون عليا

لا تزال تداعيات انتخابات نقابة الفنانين تلقي بثقلها على الشارع السوري عموماً و على الوسط الفني خصوصاً في ظل عدم رضا واضح على نتائج هذه الانتخابات وحصول الفنان زهير رمضان على منصب النقيب وفي ظل معارضة واضحة من قبل العاملين في المهن التمثيلية عموماً مستندين إلى أن قانون الانتخابات الذي وضعه النقيب الفائز يخدم مصالحه لجهة النسبة و التناسب و منطقية توزيع الأصوات بين فروع النقابة في المحافظات .
النقطة الأخيرة هي التي يجب التوقف عندها مطولاً جداً لأنها النقطة الأساسية في قانون الانتخابات فليس من المنطق ولا يقبل العقل أن يكون تمثيل المنطقة الشرقية في مجلس النقابة يساوي أو يقل بقليل عن تمثيل فرعي دمشق و ريف دمشق واللتان تضمان 1414 فنانا على قيود النقابة وهما تشكلان الثقل الأكبر في نقابة الفنانين ويمثلهم 30 فناناً في المجلس المركزي وبنسبة 38 بالمائة بينما المنتسبين لفروع النقابة في بقية المحافظات عددهم 581 فناناً ويمثلهم 48 فناناً في المجلس المركزي للنقابة بنسبة تصل إلى 62 بالمائة في حين أنه وللمفارقة العجيبة فإن فرع المنطقة الشرقية يضم 13 فناناً فقط ويمثلهم خمس فنانين في المجلس المركزي وبالتالي من الواضح أنه قياساً للعدد و التمثيل فإن مجلسي دمشق وريف دمشق يجب ان يمثلا بنسبة أقلها سبعين بالمائة بينما تمثل بقية المحافظات بنسبة 30 بالمائة وهي النسبة المنطقية لانتخابات تعبر عن رأي الفنانين و تمثل خياراتهم بالنسبة لمجلس نقابتهم المركزي فهل من المعقول أن ثلثي اعضاء النقابة لا يمكنهم اختيار نقيبهم وثلث فقط هو من يقرر ؟!!!!.
ولعل لنا في الاستئناس الحزبي الذي يقوم به حزب البعث العربي الاشتراكي لاختيار ممثليه تحت قبة مجلس الشعب مثالاً وتوجهاً واضحاً لدى الحزب للالتصاق بخيارات جماهيره لمن يمثلها تحت قبة مجلس الشعب .
وبالتالي فإنه يمكننا ان نعتبر أن انتخابات فرعي دمشق وريف دمشق التي جرت أمام أبواب مفتوحة هي استئناس حقيقي لآراء الاغلبية من الفنانين السوريين ولعلها إشارة واضحة جداً إلى أنه من المنطقي ان تقوم القيادات الحزبية المسؤولة عن الانتخابات النقابية بتصحيح مسار انتخابات الفنانين من خلال قانون جديد و عصري يمثل ديموقراطية الآراء الحقيقية لا ديموقراطية زراعة الحنطة في المحافظات لحصادها في انتخابات نقابة الفنانين .
فمساحات المحاصيل الاستراتيجية من قمح وشعير وغيرها هي من اختصاص وزارة الزراعة ومديرياتها في المحافظات لا من اختصاص نقابة الفنانين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock