العناوين الرئيسيةمقالات وآراء

ثمار الصبر السوري.. هل اقترب القطاف

تبدو ثمار صبر الشعب السوري وحنكة إدارته السياسية “قاب قوسين أو أدنى” من القطاف، أمام فائض القوة والغطرسة التي مارسها رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

فكما تلاشت و طويت سيرة الممر الإنساني للجنوب/السويداء/ سيكون مصير المنطقة الجنوبية منزوعة السلاح والاحتفاظ بالمناطق التي جرى الاستيلاء عليها ذات المصير قريباً.

ففي قراءة الوقائع السياسية وتحولات المشهد الإقليمي والدولي ما هو لمصلحة سوريا أكثر مما هو لمصلحة الإسرائيلي، ما يشي أن النتائج قادمة، وستبلور مفاعيلها قريباً، وإن طالت زمنياً بفعل بطء التوافقات والإكراهات في المشهد وتداخلات العديد من القوى الإقليمية والدولية.

“نتنياهو” يبدو أقرب” للتكتيف” مقارنة بانفلات “يمينيته” التي مارست الاعتداءات المتكررة على سيادة الأراضي السورية والتدخل في حدودها السيادية، فالمنفلت من كل المعوقات، يخرج اليوم من المحكمة الإسرائيلية” بوساطة” رئيس مجلس النواب الأورغوايي، ويخفض القضاء مدة الجلسة لضرورة لقاء المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، اليوم لبحث العديد من القضايا، التي يبدو عدم رضا الولايات المتحدة عن الدور الإسرائيلي المتجه بعكس إرادتها ولعل أبرزها ضرورة التوصل إلى اتفاق أمني بين” إسرائيل” وسوريا، أو لمناقشة فرص الوصول إلى “تفاهمات” أمنية مع دمشق قبل زيارة الأخير إلى واشنطن أواخر الشهر الجاري.

فيما ستلاحقه أجواء التقاضي في جولته آملاً أن يكرر الرئيس ترامب دعوته للرئيس الإسرائيلي بالعفو عنه”.

الأجواء ليست دافئة كالمعتاد بين الجانب الإسرائيلي والأمريكي،كما كانت لعقود خلت، بل ثمة نقاط خلاف وتباين بما يعاكس رؤية الجانب الأمريكي للمنطقة، خصوصاً لجهة الدولة السورية والتي ترغب واشنطن بمنحها الفرصة لتكون لبنة استقرار في أكثر المناطق التهاباً في الشرق الأوسط، ولاسيما أن رفع عقوبات قيصر يقترب من توقيعه في البيت الأبيض.

الجانب الأكثر أهمية أن الدولة السورية باتت اليوم جزءاً من التحالف الدولي ضد “داعش” وأسفرت عملية تدمر الإرهابية عن علاقة تعمد بالدم بين القوات السورية والأمريكية وهو ما انعكس في المواقف السياسية للإدارة الأمريكية.

فقد عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب: “كان لدينا ثلاثة وطنيين عظماء أنهى حياتهم أشخاص سيئون. لم تكن الحكومة السورية، بل داعش. قاتلت الحكومة السورية إلى جانبنا”.

تصريحات ترامب التي جاءت بعد برقية تعزية بعثها السيّد الرئيس أحمد الشرع إلى نظيره الأميركي، مؤكّدًا تضامن الجمهورية العربية السورية مع عائلات الضحايا، و على إدانة سوريا لهذا الحادث المؤسف، وعلى التزامها بالحفاظ على الأمن والسلامة، وتعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة.

فيما قال المتحدث السابق باسم التحالف الدولي الكولونيل مايلز كاكينز “الرئيس أحمد الشرع يقوم بدور مهم في ترسيخ السلام بالمنطقة و العلاقات الأمنية السورية–الأميركية تشهد تطوراً لافتاً، وواشنطن ترغب في توسيع إطار الشراكة الأمنية مع دمشق”.

وسط كل هذه الأجواء الإيجابية بين البلدين، سوريا والولايات المتحدة الأمريكية، يمكن قراءة زيارة توماس باراك إلى تل أبيب، ولا تغيب عن أذهاننا أن واشنطن بالأساس عضو في اللجنة الثلاثية في ملف السويداء وهو ما يعني أن أي قرار هو أمريكي وليس إسرائيلي، ويعني أيضاً إمكانية، نشوء مقاربات مشابهة في بقية الملفات، قد تقدمها واشنطن خلال زيارة نتنياهو نهاية الشهر الجاري.

بالتأكيد لا يعني ذلك أن ثمة تخل أمريكي عن حليفها الاستراتيجي، لكنها أيضاً تتقاطع مع حلفاء المنطقة، والضغط المعقول، لقبول التحولات في المشهد الإقليمي، حيث ستكون سوريا على أولوية المستفيدين من هذه الضغوط أو الاحتواء في السياسة الأمريكية على إسرائيل، والأهم أن الإدارة الأمريكية لن تسمح لمشروعها الاستراتيجي بالفشل عند عتبة الإسرائيلي وتريد تحويل سوريا من ساحة اشتباك مفتوحة إلى عنصر استقرار نسبي، وهو ما ينعكس على بقية الملفات الساخنة في المنطقة، سواء لجهة إنهاء سلاح حزب الله اللبناني أم ترتيبات ما بعد الحرب على غزة، واعتقد بأن سوريا هي المعيارية حتى في الملفات الأخرى.

باريس- محمد العويد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock