من الميدان

«حماية الشعب» تنسحب وقوات النظام التركي تحتل عفرين

في وقت كان فيه الجيش السوري يؤمن خروج الآمنين من الغوطة الشرقية، ويسارع الخطا للقضاء على آخر جيوب الإرهاب فيها، موصلاً محيط العاصمة صوب بر الأمان، كانت وكالات الإعلام العالمية تنقل صور الإعلان الرسمي التركي عن احتلال جزء عزيز من الأراضي السورية في عفرين، ورفع علم الاحتلال من قبل ميليشياته وعملائه.

معارك الغوطة التي استمرت على وتيرتها، بدت وكأنها وصلت إلى مراحلها الأخيرة، مع أنباء سيطرة الجيش على أكثر من 80 بالمئة من مساحتها، على حين أشارت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن «المسلحين فرّوا من بلدة سقبا التي استعادها الجيش باتجاه حزة وزملكا وعربين» على حين «لم يغادر الأهالي بلدتهم»، المصادر أفادت بأنه لم يعثر على مخازن وتحصينات كثيرة في سقبا بسبب عدم وجود بيئة حاضنة للمسلحين فيها.

على خط مواز ترددت أنباء عن أن ميليشيات «فيلق الرحمن» و«أحرار الشام» طالبوا بالخروج إلى الشمال السوري حيث ميليشيات عملية «درع الفرات» اللاشرعية المدعومة تركيا وأن مسلحي جبهة النصرة الإرهابية طالبوا بالخروج إلى إدلب.
من جانبه أكد «الإعلام الحربي المركزي»، أن الجيش استعاد مدرسة الفارابي شمال بلدة الريحان، وتل كردي، إضافة إلى مساحة واسعة من المزارع شمال شرق البلدة.

من جهتها، أفادت مصادر إعلامية معارضة، بأن «حالة من الهدوء الحذر سادت أمس في الغوطة الشرقية، وكشفت أن هذا الهدوء يأتي في «انتظار الوصول إلى إعلان عن اتفاق من المفترض أنه جرى التوصل إليه بين «فيلق الرحمن» والجانب الروسي، لإخراج مقاتلي الفيلق إلى الشمال السوري».

في الأثناء، ذكرت مصادر مطلعة على الوضع الميداني أن «قصفاً صاروخياً استهدف الإرهابيين في عين ترما».
إلى ذلك منع مسلحو مدينة حرستا المدنيين من الخروج رغم الأنباء عن اتفاق هدنة فيها، وأفادت مصادر أهلية لـ«الوطن» بأن العصابات الإرهابية المسلحة المتواجدة في مدينة حرستا سواء جبهة النصرة أو «فيلق الرحمن» أو «حركة أحرار الشام الإسلامية» منعت الأهالي من الخروج، ما دفع الجيش لإمهال المسلحين حتى عصر أمس، إلا الوضع في ساعات الليل تأزم وعادت الاشتباكات.
من جهتها تحدثت وكالة «سانا» عن خروج أكثر من خمسة آلاف مدني أغلبيتهم أطفال ونساء من الغوطة الشرقية عبر الممرات الآمنة حيث قامت وحدات من الجيش بتأمين وصولهم إلى مناطق آمنة تمت تهيئتها لاستقبالهم.

الصورة القادمة من الغوطة وازتها صورة القتل والترهيب الذي تمارسه قوات الغزو التركي شمالا، حيث احتلت قوات النظام التركي ومرتزقته من ميليشيات «الجيش الحر» أمس مدينة عفرين، وقامت بأعمال تخريب ونهب في المنازل والمنشآت، بعد تدمير مئات المنازل وتهجير آلاف المدنيين في عدوان متواصل منذ الـ20 من كانون الثاني الماضي.
وبحسب وكالة «أ ف ب»، فإن مسلحين من الميليشيات الموالية لأنقرة وجنوداً أتراكاً انتشروا في أحياء المدينة، التي رفع فيها «العلم التركي» في مؤشر على احتلال موصوف للمدينة، ووقفت دبابتان للقوات التركية أمام مبنى رسمي، في حين أطلق المسلحون النار في الهواء ابتهاجاً وسمع هتافات «الله أكبر»!، على حين لم يشاهد أي مسلح من الميليشيات الكردية في عفرين، وقال أحد السكان إنها انسحبت منها، وفق ما نقلت الوكالة عنه.

وكان الجيش العربي السوري قد عرض على «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تسيطر على عفرين، في 15 من شهر شباط الماضي الدخول إلى المدينة لحمايتها من العدوان التركي، لكن الأخيرة رفضت.

الوطن – وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock