خبير في المياه لـ”الوطن”: جر المياه من الفرات يحل مشكلة مياه الشرب في دمشق

كشف الخبير الدولي في المياه والبيئة محمد الدبش أن الحل الصحيح لمشكلة نقص مياه الشرب في دمشق يتمثل في البدء وبشكل فوري في تنفيذ مشروع جر مياه الشرب من بحيرة سد الفرات.
وفي تصريح لـ”الوطن” بيّن الدبش أن هناك ضغطاً سكانياً متزايداً في دمشق الأمر الذي أصبح يستدعي تأمين مصدر مائي إضافي لمياه الشرب يؤمن مياه الشرب لدمشق وضواحيها التي يتوقع أن تشهد نهضة عمرانية مطردة وخصوصاً بعد سنوات من الدمار والتهجير.
وأضاف: يجري الحديث عن مشاريع جر لمياه الشرب إما من الساحل أو من الفرات وقد تمت في السنوات الماضية دراسة الخيارين وتبين أن تكاليف الضخ مرتفعة لمشروع الساحل بسبب أننا سنضخ من منسوب قريب للصفر عند سطح البحر في الساحل إلى منسوب 700 متر عن سطح البحر (منسوب مدينة دمشق) مروراً بمنطقة القسطل وجبال القلمون والتي تصل الارتفاعات فيها في منطقة القسطل إلى حوالي 1800 متر عن سطح البحر ما يرفع التكلفة للضخ للتغلب على فروق الارتفاعات وهو أمر معروف لمهندسي الهيدرولوجيا، بينما لا يعاني الضخ من الفرات مثل هذه الصعوبات إلا أنه يعاني من قلة وانحسار مياه الفرات بسبب قيام تركيا بإنشاء العديد من السدود على محوره، الأمر الذي أدى إلى عدم حصول سوريا على حصتها من نهر الفرات.
وأشار إلى أن الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية من الأراضي اللبنانية المجاورة وحفر العديد من الآبار أيضاً في منطقة إصبع الطفيل على الحدود السورية اللبنانية من الطرف اللبناني بهدف الزراعة وخصوصاً زراعات الأفيون المخدر، لافتاً إلى أن الحلول على المدى القصير هي القيام بحملات تفتيش وإغلاق جميع الآبار في حرم النهر على الأراضي السورية ووضع عدادات عليها لضبط استهلاك المياه وتغريم أصحابها بمبالغ كبيرة والتنسيق عبر وزارة الخارجية مع الدولة اللبنانية من أجل وقف استنزاف المياه الجوفية، إضافة إلى صيانة الآبار الجوفية في مدينة دمشق الاحتياطية ووضعها في الخدمة لأن أغلبها خارج عن الخدمة بسبب سرقة مضخاتها أو التجهيزات الملحقة بها.
وشدد على ضرورة وضع سياسات عمرانية متشددة تحد من انتشار العمران في المناطق التي تعاني شحاً في المياه، وتنمية الأرياف والإسراع بإعادة الإعمار لتشجيع سكانها على تقليل الضغط على العاصمة دمشق وتشجيع عودتهم لمدنهم وقراهم.
محمود الصالح