من الميدان

دروبها تؤدي إلى محاور عديدة.. ما وجهة الجيش من مسكنة؟

ضرب الجيش العربي السوري عصافير عديدة بحجر واحدة من خلال سيطرته اليوم الأحد 4 حزيران على بلدة مسكنة الإستراتيجية، آخر معقل مهم لتنظيم “داعش” في ريف حلب الشرقي، والتي فتحت له أبواب طرق عديدة أثيرت تساؤلات عن الوجهة التي سيسلكها مع عمليته العسكرية المستمرة.

ورأى خبراء عسكريون تحدثت إليهم “الوطن أون لاين” أن جميع الدروب تؤدي إليها مسكنة والتي قوضت سيطرة الجيش عليها أركان “داعش” في منطقة حساسة تمكن الجيش من استلام زمام المبادرة للتوجه إلى أكثر من منطقة والتوغل شرقاً داخل البادية السورية التي اخترقها من أكثر من محور، بما يخلط أوراق التنظيم وحتى حلف واشنطن الساعي إلى منع الجيش السوري وحلفائه من الوصول إلى دير الزور والحدود السورية العراقية.

وأعرب الخبراء عن اعتقادهم أن عملية الجيش من الطبيعي أن تستمر لاستكمال السيطرة على قرى جنوب شرق مسكنة للوصول إلى ما تبقى من حدود بحيرة الأسد على الضفة الغربية لنهر الفرات والتي وصلها بعد سيطرته على منطقة الخفسة ومحطة ضخ المياه قربها مطلع كانون الأول الفائت ثم مد نفوذه إلى القرى الواقعة إلى الجنوب الغربي من مسكنة باتجاه خناصر منذ استكمال عمليته العسكرية في 11 الشهر الفائت.

وفعلاً، تحركت وحدات الجيش بعد السيطرة على مسكنة إلى الجهة الجنوبية الشرقية منها وبسطت سيطرتها مساء اليوم على قرى “خربة العنز والمخزوم ومسطاحة المخزوم والمرتضى والقرامطة وعزيزة الحج صالح والمزرعة” واستكملت سيطرتها على المزارع بفرض هيمنتها على المزرعة السادسة بعد الثانية والثالثة، بغية استكمال السيطرة على شاطئ بحيرة الأسد من جهة الغرب.

وبرأي الخبراء، أن الجيش سيتابع عمليته العسكرية للوصول إلى الحدود الإدارية للرقة على أوتستراد مسكنة الرقة والذي أحكم السيطرة على مسافة طويلة منها باتجاه الحدود. ومن حدود الرقة الإدارية، التي تبعد عن الطبقة التي سيطرت عليها مع سد الفرات “قوات سورية الديمقطراية” (قسد) المدعومة أمريكيا، يغدو بمقدور الجيش اختراق عمق البادية السورية إلى الرصافة التي تبعد عن الحدود الإدارية نحو 40 كيلو متر وتقع على الطريق الدولي تدمر الرقة الذي تقدم الجيش فيه من طرق أثريا نحو بلدة السخنة في منتصف الطريق ومن ريف تدمر الشرقي.

وفي حال تمكن الجيش من الوصول إلى الحدود الإدارية للرقة ثم التوجه إلى الرصافة منها والوصول من أثريا إلى مسكنة والسيطرة على كامل الطريق الدولي فإنه يعزل مساحة كبيرة جداً من البادية السورية التي يسيطر عليها “داعش” وتتعدى مساحاتها عشرات الكيلو مترات المربعة وتمتد إلى الشرق من محور خناصر أثريا حيث بدأ الجيش أمس عملية عسكرية هيمن في يومها الأول على سلسلة جبال استراتيجية شرق خناصر. وتستهدف العملية تأمين طريق إمداد من حماة عبر أثريا وخناصر.

ومن الرصافة بإمكان الجيش التوجه نحو دير الزور لفك الحصار عنها ثم الميادين وغيرها من مناطق المحافظة التي يسيطر عليها “داعش” وتمتد إلى الحدود السورية العراقية حيث وصلت قوات “الحشد الشعبي” العراقية إلى مناطق حدودية منها على الضفة العراقية.

حلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock