دلالات الهوية البصرية الجديدة لسوريا ورسائلها

تعكس الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية مجموعة من الدلالات، أبرزها ان سوريا ما بعد الثامن من كانون الأول عام 2024 هي دولة جديدة مختلفة جذرياً عما كانت عليه في حقبة نظام حكم البعث المخلوع الذي جثم على صدور السوريين أكثر من خمسة عقود.
ولا شك أن اعتماد الهوية البصرية الجديدة على العقاب الذهبي بعد إدخال تغييرات عليه، هو ربط لتاريخ سوريا القديم وتاريخها الحديث، ذلك أن “العقاب الذهبي السوري” هو امتداداً لما خطّه الآباء المؤسسون سنة 1945.
وأكثر ما يبدو لافتاً في الهوية البصرية الجديدة هو التأكيد على استعادة الدولة من جديد، وهو أمر دل عليه تحرير العقاب من شكله السابق والنظر للمستقبل بمفاهيم مختلفة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الأخيرة، بينما ترمز النجوم الثلاث التي تعلوه إلى «تحرّر الشعب» من النظام البائد، والريشات الخمس التي تتدلّى من ذيله، إلى المناطق السورية الخمس: الشمالية، والشرقية، والغربية، والجنوبية، والوسطى، في تأكيد جديد على وحدة الأراضي السورية.
كما أن ما قاله الرئيس احمد الشرع في كلمته خلال مراسم إطلاق الهوية الجديدة، بان «الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وأن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء، لا فرقة أو تنازع»، هو رسالة واضحة لكل من لا يزال يعيش أحلام الانفصال، وكل من يحاول بث الفتن الطائفية بين أبناء الشعب السوري.
وتدل المشاركة الواسعة لأبناء الشعب السوري في مختلف المحافظات في الحفل المهيب للإعلان عن الهوية البصرية الجديدة والذي يعد الأضخم من نوعه منذ التغيير السوري قبل نحو سبعة أشهر، تأييد الأغلبية الساحقة من السوريين لسوريا الجديدة.
كما يعكس الانتشار الواسع والإشادة الكبيرة في منصات التواصل الاجتماعي، بالهوية البصرية الجديدة واستمرارية الاحتفالات بها حتى اليوم، فخر واعتزاز السوريين بها لكونها تعبر عن أحلامهم وأمنياتهم وتجسد وحدة الوطن وتماسكه، وثقتهم بأن الإدارة السياسية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع قادرة على تجاوز التحديات ومواصلة المسيرة.
موفق محمد