د.أحمد زيدان: انتصار الثورة السورية لم يأت التاريخ بمثله منذ مئات السنين

في أولى فعاليات ملتقى “الحكاية السورية”، أقيمت في المكتبة الوطنية بدمشق ندوة حوارية بعنوان: “انطلاق شرارة الثورة والنهوض من تحت الرماد”، شارك فيها مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية د.أحمد موفق زيدان، حيث قدم رؤى معمقة حول آفاق النهوض الثقافي والإعلامي، بينما أدار الحوار الإعلامي عمار إسماعيل.
وشهدت الندوة شهادات وحكايات لعدد من الضيوف والزوار وبعض الناجين من سجون الأسد المجرم، مما عاشوه وعاينوه بأعينهم، إلى جانب تبرع العديد منهم للعمل تحت راية وزارة الثقافة ولجنة التوثيق المقرر إحداثها لهذا الغرض من أجل الإدلاء بشهاداتهم وتقديم حكاياتهم لتصل إلى جميع أصقاع الأرض والمساعدة بتقديم أي دعم في سبيل ذلك.
في عرين الشرق
أكد الدكتور زيدان أن انتصار الثورة السورية لم يأت التاريخ بمثله منذ مئات السنين، مشيراً إلى أن الشعب السوري أنجز شيئاً عظيماً من لا شيء، والوجه العربي للمشرق تغير، ونحن اليوم في عرين الشرق، فالشهداء سكبوا دماءهم، وعلينا مسؤولية صون هذه الدماء، مناشداً على ضرورة إفساح المجال للدولة الوليدة، معرجاً إلى النجاحات التي حققتها الدولة السورية الجديدة خلال فترة قصيرة. وتابع: “جميعنا عاينا ذلك بصورة مباشرة، فمظاهر الخوف والقلق والاضطراب انقرضت في المنزل والسوق والمدرسة والشارع، وكذلك شاهدنا النصر الاقتصادي والانفتاح الدبلوماسي”.
وناشد زيدان وزارة الثقافة والجهات المعنية بالتوثيق والأرشفة بالإسراع في ذلك، لأن قادة هذه الثورة وكبار القائمين عليها ورموزها شرعوا يرحلون عنا، وعليه فلن يتوفر لدينا مادة حقيقية لكتابة تاريخنا. منوهاً إلى ضرورة إجراء أبحاث ماجستير ودكتوراه لمثل هذه الحكايا والشهادات.
كما طالب زيدان وزارة التعليم العالي بتخصيص مقعد في برنامج الدراسات العليا لبحوث حكايات ووثائق الثورة السورية.
ونبّه زيدان إلى أن وجود حكومة الإنقاذ في الشمال السوري طمأن العالم أن وجود البديل والأفضل للنظام الأسدي ليس أمراً مستحيلاً، وأن الخوف من البديل قد تبدد حيث توجد حكومة وشؤون إدارية تجري بامتياز، وكذلك طمأن الناس الذين كانوا يعيشون في مناطق سيطرة النظام أنه يوجد من يمكنه تسلم زمام الأمور ويستطيع النهوض بالبلاد من تحت الركام.
كتاب توثيقي
بدوره، شدد وزير الثقافة محمد ياسين صالح على ضرورة أخذ الأسماء من منابع الخبرة للتوثيق والأرشفة، إضافة إلى عقد اللقاءات التي يدعى إليها أهل الصحافة وطلاب الدراسات العليا، موضحاً أنه لا بد من تأكيد سرديتنا وحقيقة قضيتنا بكل مفاصلها، فلو تركنا الطرف الآخر وحده يتلو سرديته ويملأ الفراغ الذي تركناه، لاندثر وجودنا شيئاً فشيئاً، لذلك علينا أن نقدم حكايتنا من خلال الروايات والأفلام والشعر والأدب والدراما والسينما والوثائقيات والقائمة تطول.
وكشف أنه تم البدء بمشروع كتاب يوثق مآسي الشعب السوري، وسيكون بمنزلة هدية لجميع السفارات والوفود القادمة التي تزور سوريا.
الثقافة أقوى
أما أمين سر اتحاد الناشرين عاطف نموس فأشار إلى أن العمل الجماعي ضروري، لأن الثقافة أقوى من المدفع والصاروخ، والغزو الثقافي هو من أسقط الدولة العثمانية، مؤكداً أننا لن ننجح إلا إذا عدنا للثقافة وللجذور، مؤكداً أنه على استعداد أن يكون جندياً ومتطوعاً للعمل ضمن اتحاد الكتّاب والناشرين ووزارة الثقافة لكتابة تاريخ حقيقي صادق على عكس ما عودنا النظام، فنحن بحاجة إلى بناء تاريخنا من جديد.
مصعب أيوب