العناوين الرئيسيةعربي ودولي

رئيس النظام التركي يستجدي بوتين اليوم لوقف النار في إدلب

تتجه الأنظار اليوم إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اسطنبول التي وصلها مساء أمس قادماً من دمشق، ومباحثاته المرتقبة مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في لقاء يستجدي فيه الأخير القيصر لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب، وسط ترجيحات بفشل الأخير بالحصول على أي تنازلات من الجانب الروسي على خلفية موقفه الضعيف من جراء الانتكاسات المتعددة التي مني بها، خصوصاً في إدلب.

وذكرت لـ«الوطن» مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا في إدلب ممولة من تركيا، أن أردوغان سيحاول الحصول من بوتين على وقف إطلاق نار شامل في إدلب، ولو كلفه ذلك تقديم تنازلات نظراً لحساسية المرحلة التي تخوض فيها تركيا حرباً في ليبيا تتطلب التزام الهدوء في باقي الجبهات لاسيما جبهة إدلب المشتعلة والتي تسبب حرجاً كبيراً لأردوغان غير القادر على الوفاء بعهوده للميليشيات التي خذلها بعدم اتخاذ موقف مؤيد لها خلال المعارك الدائرة في إدلب والتي ألحقت بها الهزيمة والخزي والعار.

وأوضحت المصادر نقلاً عن ضباط ارتباط أتراك في نقاط المراقبة التركية بإدلب أنهم أبلغوا قادة الميليشيات بأن أردوغان سيحاول الحصول من بوتين على «تهدئة تحافظ على خطوط التماس الحالية»، وهو ما بحثه أعضاء الوفد العسكري مع نظرائهم الروس في موسكو طوال الأسبوع المنصرم، وتوصلوا إلى «تفاهمات» تضع حلاً للمشاكل العالقة وتوجد مخارج لاستئناف تطبيق بنود اتفاق «سوتشي» بصيغة جديدة ووفق جدول زمني قصير يفتح الطريقين الدوليين الذي يربطان حلب بكل من حماة واللاذقية أمام حركة المرور والترانزيت.

وأكد متابعون عسكريون لعملية الجيش العربي السوري في إدلب لـ«الوطن» أن موقف أردوغان ضعيف جراء الانتكاسات المتعددة التي مني بها، خصوصاً في إدلب، ولذلك، فهو غير قادر على انتزاع تنازلات تقوي موقفه ودور نظامه المتراجع والمتآكل في المنطقة جراء تهوره وتعنته في تحقيق مطامحه السياسية التي لا تليق بقياسه.

وأشاروا إلى أن الجيش، بمساندة القوات الجوية الروسية، أعاد رسم خريطة آخر منطقة لخفض التصعيد في إدلب ميدانياً، وصار بوسعه تنفيذ «سوتشي» بقوة النيران بعد تملص ومماطلة النظام التركي في تطبيق بنودها، لاسيما الخاصة بفتح الطريقين الدوليين «إم 4 وإم 5» بعد أكثر من سنة من المهلة التي أعطيت للضامن التركي كي يفي بالتزاماته وتعهداته دون جدوى.
وبينما يحضر أردوغان نفسه لاستجداء بوتين، ردَّ الجيش بنيران مدفعيته الثقيلة وطيرانه الحربي على اعتداءات مسلحين من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي متمركزين بمنطقة خفض التصعيد، على نقاط له بمحاور عدة بريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الشرقي، وكبدها خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن مجموعات تابعة للتنظيم اعتدت صباح أمس بقذائف صاروخية على نقاط للجيش بمحاور الحمرة والحويز بريف حماة الشمالي الغربي وجرجناز بريف إدلب الشرقي اقتصرت أضرارها على الماديات، وذلك بعد استقدام النصرة تعزيزات من مجموعات إرهابية من ريف حلب، ودمجها بـ«الهيئة» على محاور ريف إدلب، وهو ما جعل وحدات الجيش العاملة بأرياف حماة وإدلب ترد على اعتداءات الإرهابيين بالمدفعية الثقيلة التي دكت مواقعهم ونقاط انتشارهم وتمركزهم بمؤازرة الطيران الحربي محققة فيها إصابات مباشرة.

وأوضح المصدر، أن الجيش دك الإرهابيين بمحيط معرة النعمان ومحيط بلدتي خان السبل ومعصران ما كبدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.

على خط مواز، أغار الطيران الحربي السوري والروسي على أوكار ونقاط انتشار الإرهابيين في بابيلا والغدفة وتلمنس ومعرة النعمان بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، ما أسفر عن تدميرها بالكامل ومقتل من كان مختبئاً فيها من إرهابيين.
إلى حمص، حيث ذكر مصدر ميداني في ريف المحافظة الشرقي لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش والقوات الرديفة تصدت أمس لعدة هجمات متفرقة شنها مسلحون من تنظيم داعش الإرهابي باتجاه نقاطها ومواقعها المتموضعة بالقرب من طريق عام السخنة – دير الزور في أقصى بادية حمص الشرقية.

وأشار المصدر إلى اشتباكات دارت لعدة ساعات بين الجانبين تمكنت خلالها قوات الجيش من إفشال تلك الهجمات بالكامل بعد إيقاع عدد من مسلحي التنظيم قتلى ومصابين وإجبار الباقين منهم على الانكفاء والفرار باتجاه عمق البادية.

وتزامنت تلك الاشتباكات مع تحليق للطيران المروحي السوري الذي عمل على تمشيط منطقة الاشتباك موقعاً إصابات مباشرة في صفوف داعش، وفق المصدر، الذي ذكر أن الطيران الحربي السوري شن عدة غارات جوية استهدف خلالها تحركات لمسلحي داعش في محيط بادية تدمر وصولاً إلى المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود الإدارية لريف محافظة دير الزور في أقصى ريف حمص الشرقي، ما أسفر عن إيقاع إصابات محققة في صفوف التنظيم وتكبيده خسائر بالأرواح والعتاد.

وأشار المصدر، إلى أن وحدة من الجيش نفذت مؤخراً عملية عسكرية محدودة النطاق في المنطقة الممتدة ما بين مدينة تدمر والسخنة بهدف البحث عن بؤر محتملة لتواجد مسلحي التنظيم، لافتاً إلى أنه تم العثور خلال العملية على كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة بالإضافة إلى طائرات مسيرة تابعة لداعش تمت مصادرتها بالكامل.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock