“راديو فرانس”: سوريا تنهض من الركام.. ملامح انتعاش واسع بعد سقوط نظام الأسد

ذكر موقع “راديو فرانس” التابع للمؤسسة الوطنية العامة للإذاعة في فرنسا، أن ملامح التغيير والازدهار باتت واضحة في مختلف المدن والقرى السورية عقب سقوط نظام الأسد، مشيراً إلى أن البلاد تحولت إلى ورشة كبرى للإصلاح والإعمار واستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وأوضح الموقع في تقرير، أن تقييمه للوضع الاقتصادي في سوريا بعد التحول السياسي يظهر ديناميكية غير مسبوقة، خصوصاً بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت تعوق النشاط المالي والتجاري، والإعلانات المتتالية عن مشروعات استثمارية بمليارات الدولارات.
وأشار التقرير إلى أن الزائر اليوم إلى أي منطقة سورية يلحظ حركة بناء واسعة النطاق، تشمل إعادة تأهيل الطرق وتجديد البنى التحتية وازدهار سوق العقارات، كما أصبحت الكهرباء متاحة لنحو عشرين ساعة يومياً في المدن الكبرى، وهو إنجاز لم تشهده البلاد منذ أكثر من عقد.
وبيّن الموقع أن مرحلة ما بعد الحرب تشهد عودة رؤوس الأموال السورية من الخارج، مستشهداً بمنطقة حلب الصناعية التي استعادت مكانتها كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني، وسط توافد رجال أعمال ومستثمرين، إضافة إلى مشروعات إنتاجية جديدة.
وأبرز التقرير أن رفع العقوبات الدولية مثّل نقطة تحول محورية، إذ أدى إلى إعادة ربط سوريا بشبكة النظام المالي العالمي “سويفت”، ما أتاح لمصرف سوريا المركزي استئناف تعاملاته مع المؤسسات المالية العالمية بعد انقطاع دامَ أربعة عشر عاماً.
ورغم الزخم الاستثماري الكبير، أشار التقرير إلى أن مسار الإعمار لا يخلو من التحديات، بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالبنى التحتية من جراء الحرب، ومع ذلك يرى “راديو فرانس” أن الأرقام الاستثمارية تعكس الثقة المتزايدة بمستقبل السوق السورية.
وأضاف التقرير: إن سوريا وقعت خلال الأشهر الأخيرة سلسلة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع شركات دولية لتنفيذ 12 مشروعاً استثمارياً بقيمة 14 مليار دولار في عدد من المحافظات، إلى جانب المنتدى السوري- السعودي الذي عُقد بدمشق وأسفر عن 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة 6 مليارات دولار، ما يعزز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
كما أشار إلى أن إطلاق مجلس الأعمال السوري- البريطاني في نهاية تشرين الثاني الماضي شكّل خطوة مهمة لدعم الاستثمار وتوسيع التعاون المالي والتجاري وجذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى الداخل السوري، في مؤشر إلى بدء مرحلة جديدة من التعافي والنهوض الاقتصادي.
وكالات