رايات الانفصال.. كل دعوة للتقسيم تحت اي مسمى هي دعوة لرسم حدود الدم ..الدم السوري

يطلّ دعاة الانفصال كمن يبيعون الوطن في سوق الأعداء. إنهم ينسجون الحبال التي ستلتف حول أعناقهم، ويقيمون المشانق التي سيُعلّق عليها اسم الوطن، لا راياتهم وحدها.
قال ابن خلدون: “الملك لا يتم إلا بالعصبية، فإذا تفرّقت العصبية انهدم أساس الدولة.” لتكن عصبيتنا لسوريتنا و ليس لطائفة او عرق أو دين .
الانفصال ليس شعارًا سياسيًا، بل لعنة تتسلل إلى الروح، تمزّق وشائج الدم، وتحوّل الأخ إلى غريب. هو خيانة مزدوجة: للوطن وللتاريخ، إذ يفتح أبوابًا واسعة للهيمنة الأجنبية، ويحوّل الأرض إلى رقعة شطرنج يحركها الآخرون.
وما أشدّ الحاجة اليوم إلى أن نتذكر أن الأوطان لا تُبنى بالرايات المتعددة، بل بالعلم الواحد الذي يظلّل الجميع.
إن الذين يرفعون رايات الانفصال يرفعون معها أعواد مشانق الوطن، لأنهم يضعون الشعب أمام خيارين أحلاهما مر: إما الانقسام الذي يفتح الباب أمام الهيمنة، أو الصراع الداخلي الذي ينهك المجتمع. وفي الحالتين، تكون النتيجة واحدة: وطن مصلوب على أعمدة التشرذم، وشعب مثقل بأعباء الذل.
السياسة لا تُبنى على أوهام الانفصال، بل على تعزيز البيت السوري وإعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع، وتكريس مفهوم المواطنة الجامعة. فالوطن ليس ملكًا لفئة أو طائفة أو حزب، بل هو بيت الجميع، وسقوطه يعني سقوط الجميع.
إن مواجهة دعاة الانفصال لا تكون بالشعارات وحدها، بل بعمل سياسي واجتماعي وثقافي يعيد الاعتبار لفكرة الدولة الجامعة، ويحصّن المجتمع ضد مشاريع التفكيك. فالوطن الذي يُرفع فيه علم واحد، هو وطن قادر على مواجهة التحديات، أما الوطن الذي تتنازعه الرايات، فهو وطن يسير بخطى ثابتة نحو المشانق.