مقالات وآراء

رحيل المبدع رياض عصمت

قبل أن يكون رياض عصمت وزيرا أوسفيرا كان مبدعا.
وقبل أن يكون أستاذا أكاديميا كان مبدعا، وحين تخلى العديدون من أقرانه عن انتمائهم كان رياض عصمت محتفظا بقناعاته متمسكا بتهذيبه.
غادر موقعه الوزاري ليتفرغ للجانب الأكاديمي بعيدا عن الضوء قريبا من قلب المعرفة.
الصديق والمبدع الدكتور رياض عصمت أبو سامي يغادر بصمت وقد عاش نسمة ناعمة وغادر كذلك.
كات الناقد المسرحي المميز حين كان الكثيرون في مرحلة الحبو، وكان القاص المبدع، وكان المسرحي المتابع، من القلة الذين تحدث عنهم مؤرخ المسرح العربي الدكتور علي الراعي باحترام وتبجيل، واستعان بدراساته عن المسرح السوري، وحين بدأت الدراما السورية نهضتها كانت خبرة رياض عصمت مختمرة وقدم أعمالا ملحمية لعل أعلاها القلاع عن شكسبير وهولاكو العمل الذي يعد من نفائس الملاحم الدرامية السورية والعربية بما حمل من قيم وإسقاطات وأبعاد.
أبا سامي أيها الصديق النبيل والسوري الرائع، مؤلم فراقك، وخسارة رحيلك، لأسرتك وأصدقائك ولسورية، وفي كل جانب أعتقد أنني خسرت صديقا كان صادقا معي حتى النهاية، غمرني بحبه وصداقته.
غادر الدكتور رياض عصمت وترك لنا إرثا من الإبداع والنقد.
فارس من فرسان الكلمة المبدعة والمجنحة كان الدكتور رياض عصمت، وناقد لا يجامل في نقده سواء اتفقت معه أم اختلفت يحترم رأيك وإن لم يعتقده، يقدم لك رأيه ويترك لك الخيار أن تأخذ أولاتأخذ بالرأي.
ستذكرك الساحة الثقافية طويلا قي الكلمة والدراما والسينما والمسرح على وجه الخصوص.
تخسرسورية ابنا من أبنائها كا غنيا بالفكر حتى الغاية التي يرمقها الآخرون.
أبا سامي أدعك بين تلافيف الذاكرة، وأستحضر ابتسامتك ولطفك مع كل مرؤوسيك الذين سيذكرون طويلا شخصك، أما فكرك فالشكر لبادرة طباعة أعمالك التي ستبقيك نبعا في اختصاصك للطلبة والدارسين والمهتمين.
لأم سامي وأنجاله والكريمات أحر العزاء، وفي منعرج الحرف والحب تسمو أيها الصديق المبدع.

إسماعيل مروة – الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock