مقالات وآراء

رسالة من مواطن عربي سوري إلى الرئيس الأميركي

بقلم: حسن أحمد حسن

ترددت في كتابة العنوان لأنه من غير المشرّف مخاطبة شخص يقول عنه أبناء الدولة التي يقودها إنه معتوه، ومع ذلك ها أنا أوجّه رسالتي لك يا من تسكن ما يسمى البيت الأبيض، والأحرى أن يسمى البيت الأسود أو وكر الدبابير وجحر الأفاعي، فالكلام موجّه لك شخصياً يا رئيس أميركا المدعو “ترامب” ، وكان بإمكاني أن أصفك بالأحمق والمتهور والمجرم لا بل الإرهابي، لكني آثرت أن أترك ذلك لحكم السادة القراء أينما كانوا.
أدرك أن جنون العظمة يجتاح كيانك ويسكن خلاياك حتى نقي العظم، وعليك أن تدرك أنك ستكون ضحيته قبل غيرك.. عليك أن تدرك أن وجود حكام منبطحين تحت أقدامك أو بين أقدام ابنتك إيفانكا عندما تصطحبها في جولاتك لا يعني قط أن القادة كذلك، وشتان شتان بين القادة وبين الحكام، ففي سوريتنا العربية الحبيبة قائد يحبه شعبه ويفتديه بالمهج والأرواح.. قائد يرى فيه جميع عشاق سورية الغيارى لا بل جميع شرفاء العالم أنه صمام أمان سورية والمنطقة، قائد قال لمبعوث من سبقك إلى البيت الأسود “بوش الأب” الذي فاقك دموية وترهيباً قال له :”لا” عندما كان على الحدود السورية ينتشر ربع مليون جندي أميركي احتلوا العراق بالكذب والدجل والنفاق والعربدة…
قائد صمد بشعبه وجيشه في مواجهة مئات الآلاف من جحافل الإرهاب التكفيري المسلح الذي جمعتموه من شتى أنحاء الكون لتفتيت سورية وإسقاطها، فسقطت مشاريعكم على الجغرافيا السورية، وبقيت سورية الأبية الشامخة بشعبها وجيشها وقائدها المفدى السيد الرئيس الفريق بشار الأسد.
مجرد تفكيرك باستهداف رئيس دولة مستقلة وذات سيادة يعني أنك أسير شهوة القتل وسفك الدماء وثقافة راعي البقر ( الكاوبوي ) الهمجي المتوحش، وهذا لا يخيفنا نحن أبناء الشمس وبناة مهد الحضارة الإنسانية التي وزّعت الأبجدية على العالم أجمع، وبعد آلاف السنين تعرّف العالم إلى أجدادك الذين أبادوا الهنود الحمر، ولا يزالون يسكرون بدماء الأبرياء، ويرقصون على جماجم ضحاياهم.
اسمع يا ترامب!.. وليس يا سيد يا ترامب…
اسمع يا هذا وكن على يقين أن السوريين لا يهابونك ولا يخشون جبروتك وبطشك.. نعلم أن بلادك سبق وأن استخدمت لأول مرة في التاريخ الإجرام بأبشع صوره عندما قصفت هيروشيما وناغازاكي بالقنابل النووية… ونعلم أنكم تمتلكون طاقة تدميرية قادرة على إفناء البشرية عدة مرات، لكننا لا نهابكم ولا نخشاكم ولا نخافكم، بل نحتقر ونزدري هذه العقلية الإجرامية التي لا تقيم وزناً للقانون الدولي، ولا لأعراف المجتمع الإنساني وقيمه… كن على يقين أنك بكل ما تملك من أسلحة فتك وتدمير لا تخيف طفلاً سورياً، ولا امرأة سورية، وأما ما يتعلق برجال سورية فقد يأتي اليوم الذي يرغمونك على إزالة الغشاوة عن عينيك القذرتين، ولا أظنه بعيداً.
اسمع يا ترامب!
عندما تعترف شخصياً بأنك فاتحت وزير حربك باستهداف قائد سورية منذ أعوام ، ولا يزال قائد سورية ـ حماه الله ورعاه ـ شامخاً مع قاسيون يغزل لشمس اليقين ضفيرة العزة والسيادة، فهذا يوصل رسالة واضحة للقاصي والداني مفادها: إن وزير حربك لا يقيم لك وزناً، ولم يلق بالاً لكلامك، لأنه يعرف أنك أخرق أحمق مأفون في عقله، مأبون في جسده، ولأنه يعلم أن كل ما تمتلكه أميركا من أدوات قتل وإبادة أعجز من أن يقيها تحمل تداعيات تلك الجريمة النكراء التي كانت تراود ذهنك العفن.
اسمع يا ترامب!..
وحذار أن تنسى.. إذا كان الأميركيون يرون فيك تاجراً فقط، ومقامراً ومتهوراً، وفاشلاً في مواجهة “كورونا” وغيرها، ومشجعاً على عودة العنصرية وقتل المواطن الأميركي بدم بارد إذا كان أسمر البشرة ، فنحن أبناء الشعب في الجمهورية العربية السورية نرى في كلامك الدموي عن استهداف السيد الرئيس الفريق المفدى بشار الأسد استهدافاً مباشراً لكل رجل وامرأة.. لكل طفل وعجوز.. لكل نبضة قلب وشهقة روح في كل مواطن سوري.
نحن أبناء سورية العربية الشامخة الصامدة المنتصرة رغم أنفك ، نرى في سيد الوطن حماه الله ورعاه ، ونصرَه على كل من عاداه ما يلي :
نحن السوريين نرى في السيد الرئيس بشار الأسد: القائد المفدى، والأب الرؤوف الحنون العطوف، والمعلم والملهم وربان السفينة إلى شاطئ الأمن والسلامة والانتصار.. نرى في سيادته الرجولة والعزيمة والإرادة والعزة والإباء والشموخ والعنفوان، وكل مقومات الهوية السورية التي نعتز بها ونفتخر.
نحن السوريين نرى في السيد الرئيس بشار الأسد: رمز الوطن وعنوان عزته وكرامته وسيادته وأمنه وأمانه… نرى فيه صمام أمان الوطن والمنطقة التي يرتبط بأمنها أمن العالم واستقراره… نرى في سيادته الأمل المرتجى والحلم المتبلور والمعين المتدفق عظمة وعطاء وخيراً وبركة ويسراً وسعادة.
الحديث عن نية استهداف قائد الوطن يعني استهداف البسمة على وجوه أطفالنا …يعني محاولة مصادرة أمنياتنا ومستقبل أجيالنا … يعني الجنون الذي يهدد بفناء المنطقة، ولن تفنى قبل أن تعيد واشنطن وأتباعها إلى المقاعد الخلفية في سلم الحضارة الإنسانية.

تيقنْ يا ترامب أن محبة السيد الرئيس الفريق المفدى بشار الأسد تسكن القلوب والأرواح، وتستوطن الشرايين والأنسجة… إنها تعرش في كل خلية من جسد كل سوري شريف.. إنها تعني شقشقة صباحاتنا، وانسياب جداول مياهنا… وعاطر هوائنا النقي الذي نستنشقه… تعني اخضرار حقولنا وزقزقة العصافير في بساتيننا وهديل اليمام على شرفات بيوتنا… تعني رجع الأذان في مآذننا، وقرع الأجراس في كنائسنا.. تعني وداعة شواطئنا ورسوخ جبالنا المكتنزة بكبرياء الانتماء للوطن الأغلى سورية الأسد.

هناك الكثير مما يمكن قوله، وسأكتفي بهذا مذكراً فرعنتك يا ترامب بأننا لا نخشى الفراعنة ولا الطواغيت، حتى لو كنتَ أبرهة القرن الحادي والعشرين المصمم على استهداف أسمى ما نعتز به ونفتخر، فأطفال سورية قادرون على خلع أنيابك وتقليم مخالبك ولجم كلابك المسعورة وتحطيم أقدام فيلتك الهائجة ….

أما رجال سورية وشرفاؤها وعشاقها الغيارى رجالاً ونساءَ جنود السيد الرئيس الفريق بشار الأسد فلحديثهم نكهة أخرى، ولفعلهم آثار حبذا لو تنأى بنفسك عن تذوق طعمها أيها الأحمق الأخرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock