رفض الهجري لوجود الدولة يفاقم الوضع الإنساني في السويداء

جدّد شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز حكمت الهجري، رفضه القاطع دخول مؤسسات الدولة إلى مدينة السويداء، حيث أعلن اليوم رفضه التام دخول أي وفد حكومي أو أمني إلى المدينة، ما أدى إلى منع دخول قافلة مساعدات إنسانية وطبيّة كانت متجهة إلى المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظة.

وحسب وزارة الصحة السورية، فإن القافلة التي تم تجهيزها بالتعاون مع وزارات الطوارئ والشؤون الاجتماعية والعمل وإدارة الكوارث ومنظمات أممية، ضمت 20 سيارة إسعاف مجهّزة بالكامل، إضافة إلى فرق طبيّة متخصصة وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة، وكان من المقرر توزيعها على المرافق الصحية، وفي مقدمتها مستشفى السويداء الوطني الذي يعاني نقصاً حادّاً في التجهيزات.

ورفض الهجري السماح بدخول القافلة برفقة وزير الصحة مصعب العلي ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، مشترطاً اقتصار التوزيع على الهلال الأحمر العربي السوري فقط، ما أجبر القافلة على العودة إلى دمشق.

ولم يتوقف رفض الهجري عند الوفد الحكومي فقط، بل شمل أيضاً قوى الأمن الداخلي والدفاع المدني السوري، ما أثار موجة استياء في أوساط سكان المحافظة، وخصوصاً أن الدفاع المدني يُشهد له بأداء إنساني ومهني في كل أنحاء البلاد، وخاصة في إخماد الحرائق الأخيرة في الساحل السوري بإمكانيات بسيطة، حيث رأى البعض أن رفض دخول الدفاع المدني إلى السويداء يُجرّد سكانها من خدمات ضرورية، وخاصة في حال اندلاع حرائق أو كارثة إنسانية.

وأثار رفض الهجري استياء لدى وجهاء وشيوخ المحافظة، إذ أعرب القائد في حركة “رجال الكرامة” ليث البلعوس في لقاء تلفزيوني عن رفضه لهذه المواقف، معتبراً أن هذه القرارات تضر بأهالي السويداء وتخدم أجندات خارجية، في حين عبّر العديد من أبناء السويداء عن خشيتهم من تزايد حالة الفوضى في ظل غياب الدولة وحرمانهم من الخدمات الأساسية، وخاصة في مجال الرعاية الصحية، محمّلين الهجري مسؤولية تردي الوضع الإنساني نتيجة قراراته.

الوطن