العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

زيارة الشيباني إلى بكين.. بين الرمزية السياسية والواقعية الاقتصادية 

قالت إدارة الإعلام في وزارة الخارجية والمغتربين بحسب ما ذكرت وكالة “سانا” أن وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني يتوجه اليوم الأحد إلى جمهورية الصين الشعبية في أول زيارة رسمية لإجراء مباحثات مع عدد من المسؤولين الصينيين، فماذا في الدلالات والأهداف؟

بين الرمزية والواقعية

تشكل زيارة الشيباني إلى بكين خطوة رمزية وواقعية في آن، رمزية لأنها تؤكّد عودة سوريا إلى مسارات دبلوماسية كبرى بعد سقوط نظام الأسد، وخطوة إضافية في الطريق الجديد الذي انتهجته الدبلوماسية السورية الجديدة في تعاملها مع دول المنطقة والعالم، بعيداً عن سياسة المحاور والاستقطاب، وواقعية لأنها تأتي في سياق بحث دمشق عن شريك اقتصادي واستراتيجي قادر على دعم إعادة الإعمار وتوفير غطاء دبلوماسي في المحافل الدولية، وإعادة تموضعها بين قوى كبرى.

الزيارة تأتي ترجمة لما صرح به الشيباني في 19 من الشهر الماضي في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية الرسمية حين قال: “إن العلاقات مع الصين تعود إلى مسارها الصحيح بعد سنوات من اصطفاف بكين إلى جانب النظام السابق”، مشيراً إلى أن الزيارة إلى بكين تأتي “لبحث مجالات التعاون الاقتصادي وإسهام الصين في إعادة إعمار سوريا”، مشدداً على أن دمشق “بحاجة إلى شراكات استراتيجية حقيقية -ولا سيما مع الصين- في مرحلة البناء وإعادة الإعمار”.

يأتي ذلك في إطار تحول مجرى علاقات البلدين، لا سيما أن بكين كانت من الدول الداعمة للنظام السابق، وأعلنت رفع مستوى العلاقات الثنائية معه إلى “شراكة استراتيجية”، خلال زيارة أجراها الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى الصين في أيلول 2023.

ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في كانون الأول 2024، تسعى سوريا الجديدة، برئاسة الرئيس أحمد الشرع، إلى تعزيز حضورها الإقليمي والانفتاح على الساحة الدولية، وإقامة علاقات مع مختلف دول العالم قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والدبلوماسية المتوازنة بدلاً من الرعاية في زمن الحرب.

مصالح صينية متبادلة

تشكل سوريا فرصاً استثمارية كبيرة بالنسبة للصين، حيث من المرجح أن يفتح ملف إعادة إعمار سوريا عقوداً كبيرة لمقاولات صينية وبنى تحتية مرتبطة بمبادرة الحزام والطريق أو سلاسل إمداد إقليمية، كما أن سوريا تشكل بموقعها الجغرافي الاستراتيجي بوابة على المتوسط والشرق الأوسط؛ ومن هذا المنطلق فإن إقامة علاقات مع دمشق تخدم مصالح الطاقة والنفوذ السياسي في المنطقة.

ومنذ أوائل عام 2025، تحركت بكين بحذر لإعادة فتح القنوات الدبلوماسية والاقتصادية، وأشار المسؤولون الصينيون إلى استعدادهم لإشراك الحكومة الجديدة، مؤكدين على التعاون والاستقرار في مكافحة الإرهاب.

موقف الصين في سوريا بعد سقوط الأسد اتسم بالبراغماتية الحذرة، ففي الوقت الذي تحافظ فيه على تركيزها الخطابي على السيادة وعدم التدخل، فإنها تدرك أن استقرار سوريا على المدى الطويل يتماشى مع رؤيتها الأوسع للحزام والطريق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وعلى عكس روسيا وإيران، لا تسعى بكين إلى السيطرة المباشرة على الشؤون العسكرية أو السياسية، بل تهدف إلى تشكيل تعافي سوريا من خلال التعاون الاقتصادي والمؤسسي.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock