منوعات

سبهان آدم: جائزة ( الخروف الذهبي) ليست لشهرتي.. ولم أطرحها لتحقيق أي غاية ربحيّة

الإعلام والسوشال ميديا بخدمة فضائح الممثلين… وواقعنا السوري مُحبط لقلّة الخير

أن تخلق منحىً خاصاً بك، بل أن تتمكن من احتراف أسلوبية كسّرت نمطية سائدة ومتعارفة منذ قديم العصور بالتفنن والإبداع بتعزيز الجمال للعين المشاهدة للوحة التشكيلية، هذا أمر تقليدي. ولكن أن تحقق دهشة غير مألوفة، بابتكار مسوخ غرائبية يرسمها الفنان التشكيلي سبهان آدم، ليصبو معها إلى تفرّده الخاص بنشر أعماله حول العالم فهذا هو إبداع مبتكر.
فناننا حاله كحال كل سوري محبّ لبلده، بقي فيه مواجهاً كل الصعوبات المعيشيّة التي فرضتها الأزمة، رفض الخروج رغم المغريات، ذاهباً برفقة الأيام الصعبة باتجاه أمل، وللأسف من كثرة المحبطات، يراه اليوم سراباً.
اليوم لم يرضَ آدم أن يجلس من دون أي حركة، فخطا بخلق فرص لربما تفتح أبواباً لمواهب أكاديمية أو فطرية سواء بسواء، بطرح جائزة الخروف الذهبي.

حول الجائزة:
المبادرات في وقتنا الحالي هي مساع ضرورية لإحداث التأثير الحسن في مجتمعنا السوري الذي يعاني تحديات ضاغطة، ومن وجهة نظر الفنان التشكيلي سبهان آدم، أي مبادرة ومن أي موقع كان هي جيدة، لهذا من موقعه قرر أن يبذل المال في خدمة الثقافة والفن، بعدما حلم بفترة عيد الأضحى بخروف ذهبي كلّمه وأمره بإقامة هذه الجائزة السنوية، لتكون ذات نفع اجتماعي ثقافي عام، ويتابع: هنا التشكيلي صاحب المبادرة” فقر الحال في سورية أمر موجع جداً، فنحن لم نعتد هذه الشدّة الاقتصادية، هذا وقلة الحيلة التي يعانيها المواطن السوري في الوقت الحالي مربكة في كل متطلبات الحياة.
وبمناسبة عيد الأضحى المبارك قدمت الأضاحي المعتادة، ولربما تأثرت جداً، هذا العيد بالذات لغلاء اللحومات، وبعد عدة ليالٍ حلمت بخروف ذهبي أمرني بالجائزة التي سميتها باسمه، وقيمة الجائزة الإجمالية ثلاثون مليون ليرة سورية، ذات صفة مستقلة غير ربحية، بهدف تحقيق نفع اجتماعي وثقافي عام، تمويلها شخصي بشكل دوري في كل عام، من أجل تشجيع المواهب الإبداعية من عمر 15 عاماً وما فوق لهوات الفن التشكيلي وأكاديمييه ومحترفيه.
وفي سؤال (الوطـن) عن تَشجّيع محترفي الساحة التشكيلية والأكاديميين فيها من عدم الحرج من بعضهم بالاستفادة من هذه الفرصة المادية والثقافية بالمشاركة، أجاب آدم كعادته بصدقه وبعدم مجاملته لأي كان: “ليس لعزة النفس أو لحرج أهل الساحة الفنية ضرورة هنا، فكل الأعمال الفنية الجميلة وذات القيمة الإبداعية مهما كانت صفة مصممّه، موهوب أو غيره، باختصاصات الرسم، النحت، الحفر، الاتصالات البصرية، الفوتوغراف، أو أي منتج إبداعي يناسب الجائزة من الفنون الحرفية والتطبيقية والخط العربي، فالساحة مفتوحة للجميع سواء بسواء، علماً أن قيمة الجائزة المقدمة أفضل مما تقدمه وزارة الثقافة، ولماذا لا يساهم القطاع الخاص بالمبادرات التي تحمل كتفاً عن أعباء الوزارة، بل أشدد هنا على المبدعين من الزملاء في الفن التشكيلي وكل أصحاب الفعاليات التجارية أو الاقتصادية، عليهم أن يقدموا المبادرات والفرص مهما بلغ حجمها”.
وعن علاقته بزملائه بالساحة التشكيلية تابع سبهان آدم: “لا يوجد أي تواصل بيننا أو لا حتى صداقة، وليس صحيحاً بأنني أتابع المعارض أو أقوم باقتناء الأعمال التشكيلية. وهنا أعود وأكرر، جائزة الخروف الذهبي ليست لشهرتي، الأخيرة التي لي منها الكثير -والحمد لله- ليس محلياً بل عربياً وعالمياً، كما أنني لم أطرحها لتحقيق أي غاية ربحية كما أشرت أعلاه، بل هي مبادرة لتحريك الركود الذي نعيشه على كل الصعد، وأضيف مَن مِن الزملاء التشكيليين يجدها غير مجدية، عليه أن يبتدع مبادرة تشجع المواهب مهما كانت بسيطة، وكلّ من موقعه، وحتى بائع سندويش الفلافل بإمكانه أن يبادر ويقدم الطعام المجاني للمحتاجين ولو مرة في الأسبوع وبعدد محدد، فالوضع في البلد لا يُحتمل ومن الضرورة أن نسعى”.
وفي تفاصيل أكثر عن الجائزة قال: “التقدم للجائزة مستمر حتى الـ 26 من آذار عام 2021، وسيتم نشر الأعمال المقبولة بشكل دوري خلال هذه الفترة على صفحتي الشخصية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ليرى الجمهور الأعمال الفنية ويتمكن من التصويت لها وتقييم خمسين جائزة، بينما أنا أقوم بتقييم الخمسين جائزة الأخرى، حيث تبلغ قيمة المئة جائزة 30 مليون ليرة، وسيتم إعلان أسماء الفائزين في التاسع من نيسان المقبل على أن تسلم الجوائز يومي الـ 16 والـ 23 من الشهر ذاته. وبالطبع “ذوو الهمم” لهم حصة معنا بالمشاركة بجائزة الخروف الذهبي الصغير، وتبلغ قيمة جوائزهم 10 ملايين ليرة.
وأخيراً أتمنى من كل قلبي أن أوفق بمبادرتي وأحقق ما أصبو إليه، وأن أستمر بشكل سنوي”.

كلمة عتب:
سوء التقدير هو من الأمور التي تزيد من إحباط الفنان التشكيلي سبهان آدم، وخصوصاً عندما قامت معدة لبرنامج صباحي على إحدى فضائياتنا السورية، بمهاتفته لتتم استضافته لمدة عشر دقائق فقط ليتحدث عن جائزة (الخروف الذهبي)، هنا أشار ضيفنا إلى نقاط خلل تكبّل إعلامنا السوري وتُحجمه عن التطور في مسيرته متحدثاً: “للأسف الشديد هناك أمور معيبة تزيد من إحباطنا، فقلة التقدير الآتية من ضعف الخبرات وعدم الامتهان، مع التوظيف بالوساطات، هذا عدا العمل فقط للحصول على راتب ثابت، كلّها تدفع بالمرء بعيداً عن الإبداع وبطريقة تتناسب مع الوظيفة المطلوبة، فكيف لمعدة البرنامج الصباحي أن تكلمني من دون أن تعرف من أنا، عليها أن تبحث وتطلع قبل أن تهاتف أي شخصية تريد استضافتها. هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك برامج مختصة وفيها المجال والمساحة اللائقة بالضيف، مع القدرة على تقديم الأسئلة الجادة والهادفة من الحوار، هذه العناصر يفتقر لها إعلامنا بمعظمه.
وأحب أن أضيف هنا بأن التوجيه الفكري وتوجيه الاهتمامات نحو أمور تافهة هو أمر مقصود!!!، ففضائح الفنانات وأجور الفنانين يكثر الحديث عنها، بل نسلط الضوء على التفاهات ونعطيها الحجم الكبير، وأخيراً هذا الأسلوب واسع الانتشار بالصحافة الإلكترونية، التي هي ملكة الساحة بعد توقف الصحف الورقية بسبب أزمة كورونا”.

الوطـن – سوسن صيداوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock