سفير سورية في لبنان لـ«الوطن»: أغلبية اللبنانيين ترى في «قيصر» عقاباً وتجويعاً لهم والتكامل السوري اللبناني فيه إنقاذ للشعبين

أكد سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي أن الأوضاع بين الأشقاء اللبنانيين والتصعيد والتصويب من بعض القوى اللبنانية على سورية، هو أمر يقرأ لبنانياً، لأن الأغلبية من اللبنانيين ترى في العقوبات الغربية على سورية و«قانون قيصر»، أنه عقاب وتجويع للشعب اللبناني، وربما قبل تجويع واستهداف الشعب السوري.

السفير عبد الكريم علي رأى أن الموقف اللبناني تُعبر عنه القوى الوطنية الحية في لبنان، التي حضرت إلى السفارة السورية، وعبرت عن مواقفها بوضوح، وهذه القوى ترى في التكامل مع سورية والانفتاح عليها، والانفتاح على العالم عبر سورية، هو المخرج للبنان، وسورية ترحب بهذه المواقف وبهذه الرؤية وبالتالي تراها هي التي ستجد النتائج الحقيقة.

سفير سورية في لبنان اعتبر أنه يجب ألا نبالغ في الاهتمام ببعض الكلام الذي يطلقه بعض السياسيين أو بعض الحزبيين اللبنانيين، الذين لهم ارتباطات مع أميركا والغرب، وعلينا التركيز على الجوهر، وفي الجوهر نحن أقوياء، وحلفاؤنا في لبنان أقوياء، وفي الجوهر أيضاً الصيني والروسي والإيراني والرأي العام الدولي أقرب إلى موقفنا.

ولفت السفير عبد الكريم علي إلى أن الحكومة اللبنانية محكومة بمصالحها، وإذا كان بعض أعضاء الحكومة تحكمهم هواجس معينة، فإن المصالح الحقيقية والقوى الحقيقية في لبنان، هي من يجب أن يصوب الموقف والرؤية والإجراءات أيضاً، وهذا ما يجب أن نتفاءل به وأن نعمل عليه، وهناك عمل مشترك ينبغي أن يتم، وأضاف:«الحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن مواقفها، وتقديرنا أن نسبة غير قليلة من أعضاء الحكومة، والبيئة الحاضنة لهم هي مع التكامل السوري اللبناني، لأن في هذا إنقاذاً للبنان وسورية من مخاطر «قانون قيصر» وانعكاسه على لقمة عيش الناس، الأمر الذي لا يحتمله الشعب في كلا البلدين».

السفير عبد الكريم علي أكد أن سورية لم تفاجأ بـ«قانون قيصر» وهي تتعرض للعقوبات منذ زمن طويل، وكل هذه الأزمة على قسوتها وشراستها كانت مترافقة على الدوام مع العقوبات، وسورية واجهت ما تعرضت له ودفعت ثمناً كبيراً من دماء شهدائها وبنيتها التحتية، لكن هذا لا يعني أنها تهوّن من مفاعيل هذا القانون، لكنها تدرك أن انتصارها على الإرهاب والمستثمرين به هو ما دفع بالإدارة الأميركية للهروب إلى الأمام، وتفعيل هذا القانون لإدراك الإدارة الأميركية أن إسقاط سورية من داخلها أصبح مستحيلاً، مضيفاً في هذا الإطار:«سورية قوية بشعبها وقيادتها وبحلفائها في روسيا وإيران والصين، ومع كل القوى المقاومة التي وقفت معها والرأي العام الذي يرى في انتصار سورية انتصاراً لمطالبه».

سيلفا رزوق – الوطن