اقتصادالعناوين الرئيسية

سوريا نحو شراكات حقيقية.. رئيس اتحاد غرف التجارة لـ«الوطن»: المؤتمر فرصة ذهبية لاستعادة التوازن الاقتصادي لسوريا

أكد رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، علاء عمر العلي، في تصريح لجريدة “الوطن”، أن مشاركة سوريا في مؤتمر مبادرة الاستثمار في الرياض 2025  خطوة مهمة تضع الملف السوري على منصة استثمارية عالمية بحضور قادة دول وشركات كبرى. وبيّن العلي أن هذا الحدث الكبير يمنح سوريا مساحة لسرد “قصة التعافي” أمام صناديق سيادية ومديري أصول بالإضافة إلى شركات عاملة في مجالات التقنية والطاقة والبنية التحتية.

وأضاف العلي إن هذه المشاركة تساهم في رفع مستوى الاهتمام المؤسسي بسوريا وتدفعها إلى الواجهة الاقتصادية العالمية، وذلك حتى قبل تدفق رؤوس الأموال بشكل فعلي، ما يعكس اعترافاً عملياً بسوريا كسوق اقتصادية قيد العودة.

وأشار رئيس اتحاد غرف التجارة إلى أن مشاركة سوريا في مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 تمثل إشارة قوية إلى أن عملية الإعمار لم تعد مجرد خطة على الورق، بل أصبحت واقعاً ملموساً. وأضاف: “هذه المشاركة تمثل تحولاً مهماً في الخطاب السوري من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة الاستثمار والشراكة”. ومع ذلك، لفت العلي إلى أن هذه المشاركة، رغم أهميتها، لا تعني بداية الإعمار الشامل، بل هي خطوة تمهيدية تهدف إلى تهيئة المناخ الاستثماري وجذب الاستثمارات اللازمة لتحقيق مشاريع الإعمار الكبرى.

وشدد العلي على أن الإعمار الحقيقي يتطلب حزمة تمويل متعددة المصادر، بالإضافة إلى تحديد الأولويات وإجراء دراسات جدوى تفصيلية لضمان نجاح المشاريع المستقبلية.

واعتبر العلي أن حضور الرئيس الشرع وإلقاء الكلمة في المؤتمر يساهم بشكل كبير في رفع منسوب الثقة ويُهيّئ الأرضية لتفاهمات أولية مع المستثمرين الدوليين، ما يسهم في خلق فرص جديدة للشراكة. كما أكد أن هذه المشاركة تمثل تهيئة للمناخ الاستثماري أكثر من كونها إعلاناً عن تنفيذ مشاريع إعمار كبرى في الوقت الحالي.

وأكد العلي أن المسار الحقيقي لسوريا اليوم يتمثل في إعادة وصل سوريا بالعالم من موقع الشريك لا المتلقي. وأضاف إن سردية مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 تتبنى شعار “مفتاح الازدهار: فتح جبهات نمو جديدة”، وهو ما يشير إلى الانتقال من منطق المِنح والمساعدات إلى منطق الشراكات في النمو والمخاطرة المحسوبة.

وفي هذا السياق، شدد العلي على أن ظهور سوريا ضمن جدول المتحدثين والقادة في المؤتمر يعكس تطوراً إيجابياً في النظرة العالمية نحو سوريا، حيث يتم تقديمها كسوق شريك في مشاريع استثمارية، ما ينسجم تماماً مع التوجه العام لسوريا الجديدة التي تسعى لفتح قنوات الشراكة مع العالم، بعيداً عن الاقتصار على الدعم الإنساني فقط.

وخلص العلي مؤكداً على أن مشاركة سوريا في هذا المؤتمر تشكل خطوة إستراتيجية نحو بناء شراكات حقيقية مع العالم الاقتصادي، وأن التحول في الخطاب السوري نحو الاستثمار والشراكة يعد بمنزلة فرصة ذهبية لاستعادة التوازن الاقتصادي وإعادة بناء البنية التحتية للبلاد بشكل مستدام.

هناء غانم

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock