مقالات وآراء

شعبٌ تمرّس الصمود وقائدٌ يعشق الإنتصار

سهام يوسف

تباينت الآراء وتنوعت التحاليل واختلطت المفاهيم وتشوشت الأذهان بشكل لم يسبق له مثيل حول ما سُمي “قانون قيصر” ومروحة ما يتضمنه من إجراءات قسرية أحادية الجانب جائرة تطول البشر والحجر ومؤسسات وشركات ودولاً، وكل من يفكر أن يقدم مساعدة أو يتعامل تجارياً واقتصادياً مع سورية، وربما قد يشمل من يحمل مشاعر الحب لها.

من يتابع ما تسربه وسائل الإعلام وما تنشره من تصريحات المسؤولين الأميركيين وغيرهم من مسؤولي الدول الغربية التي تشاطر الولايات المتحدة في مواقفها، فسيخلص إلى نتيجة مفادها أن أميركا ولفيفها، يعملون على فرض شروط الإذعان التي تذكرنا بشروط وزير الدفاع الأميركي الأسبق كولن باول التي رفضتها دمشق إبان الغزو الأميركي للعراق، وهذا ما سيكون عليه مصير الشروط والإملاءات التي تروج لها أميركا، مع أن الأمر ليس بالأمر السهل، وقد تكون نتائج إهمالها مزيداً من الضغط والحصار لكنها لن تكسر شوكة شعب تمرّس الصمود وقائد يعشق الانتصار.

لن ننكر بأن شبح “عقوبات قيصر” هذا قد خلقت وضعاً لا نحسد عليه في سورية، وخاصة ما أصاب قيمة الليرة السورية من انخفاض، مع ارتفاع في الأسعار أرهق الكبار والصغار، ومع كل ذلك يمكن القول وبكل ثقة: إن سورية ستتجاوز هذه الحلقة الجديدة من حلقات الحرب عليها كما تجاوزت سابقاتها.

للتذكير فقط، كان تعبير “الأزمة السورية” هو الرائج في وسائل الإعلام الغربية ليتحول مؤخراً إلى تعبير “الحرب على سورية” وهنا بيت القصيد، الحرب على سورية بمعنى: إما الرضوخ وإما الحرب.. فماذا يمكن فعله أمام قساوة الاختيار؟ ربما يمكن أن نفعل الكثير ومن أولى الأوليات قد يكون من المهم والمفيد التخفيف ما أمكن على المغتربين السوريين واتخاذ إجراءات تشجيعية لهم للسفر إلى سورية وتخفيض قيمة البدل النقدي للمطلوبين للخدمة الإلزامية بعض الشيء، فهم في المغترب ليسوا بالأثرياء، وقد تجلب هذه الخطوة مئات الآلاف من العملة الصعبة وخلال فترة وجيزة لخزينة الدولة إضافة لتبسيط إجراءات قدومهم وتطبيق ما كان متبعاً في السابق بمنحهم مدة شهر لزيارة البلد بغض النظر عن أي إجراء ما لم يكن يخلّ بأمن البلد، وبذلك يتخلصون من صعوبة تحويل العملة الصعبة لأهاليهم.

ربما يوجد الكثير من الأمور الأخرى التي تسهم في دعم الحياة المعيشية يعلمها أصحاب الشأن، وسورية أمُّ الجميع وعلى الأبناء نصرتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock