“شعر الشتات السوري بين الذات وحوار الثقافات”

ضمن فعاليات “ملتقى الكتّاب السوريين” الذي انطلق يوم أمس في المكتبة الوطنية بدمشق، عُقدت ندوة بعنوان “شعر الشتات السوري بين الذات وحوار الثقافات” قدّمها كل من راتب سكر وعمر إدلبي.
استهل إدلبي الحديث مستعرضاً آلية تغيير ملامح الخطاب الأدبي في القصة والرواية عقب انطلاق الثورة، إذ كانت الثورة منعطفاً حاسماً في تشكيل وعي السوريين وتكوينهم الاجتماعي والسياسي، وفتحت المجال أمام مناقشة مواضيع كبرى ومهمة كالهوية والانتماء والحرية والعدالة.
وأشار إلى أن أبرز التحولات التي ميّزت أدب الثورة عن غيره من أنواع الأدب، تحولات موضوعية تمثّلت في الانتقال من القضايا الاجتماعية والوجودية إلى قضايا الثورة، مثل الحرية، السجن، القمع، وغيرها من المفاهيم.
وذكر أنه بين تلك التحولات أيضاً تحوّلات أسلوبية، حيث تغيرت نبرة السرد من التأمل إلى التوثيق، ومن الرمز إلى المباشرة، وظهرت لغة مشحونة بالعاطفة والغضب، ليصبح السرد أكثر حدة ووضوحاً، وأكد أن القصة والرواية شكّلتا خلال سنوات الثورة خطاً معاكساً للسردية الرسمية، إذ سعتا إلى نقل الصوت السوري إلى العالم.
بدوره، تطرق راتب سكر إلى أهمية الاطلاع على عوالم الشعر السوري في الشتات، مؤكداً ضرورة الوصول إلى عدد غير محدود من الأدباء المنتشرين في أرجاء العالم وفي الداخل السوري، لتحدد آلية التعامل الحكومي معهم، لاسيما أن المؤسسات الرسمية فتحت ذراعيها مجدداً لاحتضانهم، خلافاً لما كانت عليه في السابق.
كما تحدث عن الصيغة التي تبنتها كل من وزارة الثقافة واتحاد الكتّاب العرب لجعل الأدباء مقربين وفاعلين في الميدانين الثقافي والاجتماعي، بدلاً من تهميشهم، مشيراً إلى أنه تمكن من الوصول إلى بعضهم، وأوضح أن محاورة الأدب لأدباء يعيشون في بلاد مختلفة تُسمَّى المنافي، تتطلب لإنجاحها ثنائية تبدأ من الجهات الرسمية المسؤولة عن الملتقى.
وطرح في هذا السياق اسمي الشاعرين نوري الجرَّاح وفرج بيرقدار، إذ أصبح الأول نجماً في ميدان الأدب في جامعة دمشق، رغم أنه كان السياسي الملاحق من النظام البائد، واعتقل أكثر من مرة في تدمر وصيدنايا، على حين نظم بيرقدار قصائد، وأصدر مجموعات شعرية نُشرت في لبنان وسوريا ثم نال جوائز من دول أوروبية.
مصعب أيوب- تصوير: طارق السعدوني