من الميدان

صراع بين أزلام تركيا على ريف حلب الغربي

استمرت الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي بين أزلام تركيا أرهابيي جبهة النصرة وميليشيا “حركة نور الدين الزنكي”، أصدقاء الأمس وأعداء اليوم، للسيطرة على ريف حلب الغربي على مرأى ومسمع الحليف التركي الذي له مصلحة بإضعاف الفريقين تمهيداً لتدخل الجيش التركي في المنطقة على غرار بعض مناطق ادلب.

وأفادت مصادر إعلامية معارضة مطلعة على ما يدور من معارك غرب حلب لـ “الوطن أون لاين” أن جهود التهدئة فشلت بين “النصرة” و”الزنكي” والتي قامت بها وساطات محلية في ظل صمت تركي مريب فسره بعضهم على أنه رغبة من أنقرة لإضعاف الأخيرة والنيل منها على خلفية رفضها مرور قافلة استطلاع للجيش التركي في 11 تشرين الأول الماضي باتجاه قريتي الشيخ فارس والطامورة المتاخمتين لمناطق سيطرة وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية، بالقرب من عفرين بالإضافة إلى حنق أنقرة من انشقاق الحركة عن “هيئة تحرير الشام” التي تشكل “النصرة” عمودها الفقري في 27 كانون الثاني الماضي بعد 6 أشهر من اندماجها فيها.

وبينت المصادر أن الاشتباكات اليوم الأربعاء بين الجانبين تجاوزت خطوط التماس بينهما إلى محور الريف الغربي بشكل كامل بدءاً من بلدة المنصورة المتاخمة لحلب وصولاً إلى آخر المحور المجاور لريف ادلب الشمالي الشرقي إلا أنها اشتدت وتركزت في جمعية الكهرباء قرب بلدة خان العسل وبلدة أورم الكبرى التي تتواجد فيها أهم حواجز “الزنكي”.

وتوقعت استمرار المعارك بين “الزنكي” و”النصرة” حتى انسحاب الأولى من بعض معاقلها في الريف الغربي الذي لا زال يشكل غصة في حلق الجيش التركي ورافض لتدخله فيه، وهي التي تسيطر على معاقل مهمة فيه مثل المنصورة ومعارة الأرتيق وعنجارة والهوتة وقبتان الجبل وبابيص وكفرداعل وحور والشيخ عقيل وكفربسين والأبزمو وبشتاقين والسلوم وتقاد وبالة وبلنتا وبشنطرة ودير حسان.

ومعروف عن “الزنكي”، التي تورطت بالكثير من الأعمال الإرهابية، تبدل تسمياتها وأهوائها السياسية وتمويلها منذ تشكلها مطلع 2012 إلى الآن بحسب مصالحها ومصالح الممولين المتصارعين على نفوذها كونها تضم نحو 15 ألف مقاتل.

وتبادل الطرفان الاتهامات، بعد حملة اعتقالات متبادلة طالت ريف حلب الشمالي كما في بلدتي حيان وبيانون في محيط بلدة رتيان وبعض مناطق ريف المحافظة الشمالي. واتهمت “النصرة” “الزنكي” بأنها اعتقلت ما يسمى مدير تربية محافظة حلب “الحرة” محمد مصطفى المحسوب عليها بينما تتهمها “الزنكي” بأنها اعتقلت العديد من العناصر على حواجزها لكن حقيقة الأمر أن الصراع المتصاعد بينهما بمثابة معركة كسر عظم لإثبات ولاء كل منهما لتركيا ومساعدتها على دخول المنطقة.

حلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock