العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

عام على التحرير.. دلالات سياسية واجتماعية لاحتفالات الذكرى الأولى

مع مرور عام على التحرير، تتواصل الاحتفالات الشعبية في مختلف المدن السورية إحياءً للذكرى السنوية الأولى لإسقاط نظام الأسد، هذا المشهد يعكس تطوراً سياسياً واجتماعياً مهماً، ويطرح جملة من الدلالات التي تكشف عن مراحل جديدة في مسار سوريا بعد سنوات من الصراع، فالاحتفالات التي اجتذبت أعداداَ كبيرة من المواطنين، تحمل رسائل سياسية واجتماعية تتراوح بين التفاؤل والتحديات التي تواجه البلاد.
دلالات سياسية
وفق مصادر إعلامية متابعة، تُعتبر هذه الاحتفالات تجسيداً للانتقال من مرحلة الصراع إلى مرحلة الاستقرار السياسي، حيث تركز على تجديد الالتزام بالوحدة الوطنية وبناء دولة جديدة تمثل جميع السوريين، فالمشاركة الواسعة تشير إلى رغبة جماعية في تجاوز الانقسامات التي نشأت خلال سنوات الحرب التي شنها نظام الأسد على السوريين، مع تأكيد أن السلطة الجديدة تسعى إلى إعادة بناء سوريا كدولة موحدة بعيداً عن التوترات الطائفية والعرقية.
من ناحية أخرى، قد ينظر إلى هذه الاحتفالات على أنها تحمل رسالة حول استقرار الوضع الأمني، فوفق المصادر هناك محاولات لإظهار قدرة الحكومة على ضبط الأمن، ما يعكس إصراراً على الحفاظ على النظام في ظل التحديات المستمرة، ولذا يُنظر إلى هذه الاحتفالات كدليل على استقرار الأوضاع في أغلبية المناطق، على الرغم من التحديات الأمنية في مناطق أخرى.
مرحلة التعافي
الاحتفالات في الذكرى السنوية الأولى تُمثل أكثر من مجرد احتفال، فهي تعبير عن بداية مرحلة تعاف اجتماعي بعد سنوات من النزاع، فعودة التجمعات الشعبية في الساحات العامة، وارتفاع مشاركة الشباب والعائلات، تؤشر إلى رغبة السوريين في العودة إلى الحياة المدنية الطبيعية، هذا التطور يعتبر علامة، حسب المصادر الإعلامية المتابعة، على محاولة تجاوز الآلام الجماعية الناتجة عن سنوات الحرب، حيث يسعى الناس إلى استعادة حياتهم اليومية المعتادة.
وبخلاف السنوات الماضية، بدأ يبرز توجه نحو تشكيل هوية وطنية جديدة، تركز على قيم المواطنة والمساواة أمام القانون، فالشعارات التي رفعتها الحشود مثل “دولة القانون” تعكس تحولاً اجتماعياً نحو هوية سورية شاملة بعيداً عن الاصطفافات القديمة، وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذا التوجه يعكس رغبة في تجاوز الانقسامات التي كانت تسيطر على المشهد الوطني خلال السنوات الماضية.
إضافة إلى ذلك، يبدو من المفيد التحدث عما يمكن اعتباره إنجازات حكومية خلال عام، استناداً إلى المصادر، فخلال عامها الأول، نجحت الحكومة في تصويب عمل مؤسسات حكومية أساسية، مثل الوزارات الخدمية والمحاكم وأقسام الشرطة، في خطوة تعد بداية مهمة نحو إعادة بناء الدولة، إلا أن العديد من المناطق ما زالت بحاجة إلى المزيد من الجهود لإعادة الحياة إلى مؤسساتها.
النشاط الاقتصادي
على ضفة موازية، فقد بدأت الحكومة بتنفيذ خطط اقتصادية مثل تحفيز المشاريع الصغيرة وفتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار فيما يمكن اعتباره بداية جيدة لتحريك عجلة الاقتصاد في مناطق عدة، يضاف إلى ذلك الحوار الوطني، الذي جمع ممثلين عن مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية في محاولة لصياغة رؤية مشتركة لسوريا المستقبل، بما يعكس رغبة في تشكيل نظام سياسي يشمل السوريين كافة.
في المحصلة، فآن الاحتفالات الشعبية المستمرة بالذكرى الأولى للتحرير تعكس رغبة الشعب السوري في بناء مرحلة جديدة من الوحدة والاستقرار بعد سنوات من الحرب، فرغم الإنجازات التي تحققت، من الواضح أن الطريق ما زال طويلًا، مع إدراك أن المرحلة الانتقالية تتطلب بناء أسس قوية ومستدامة، مع التركيز على معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة، لضمان مستقبل أفضل لجميع السوريين.
الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock