العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

عام على التحرير.. دمشق وسياسة الصبر الوطني مع “قسد”.. والأخيرة تماطل

اتبعت القيادة والحكومة السورية سياسة “الصبر الاستراتيجي” بشأن تنفيذ اتفاق دمج مؤسسات ما تسمى «الإدارة الذاتية» في شمال وشمال شرق سوريا في وزارات ومؤسسات الدولة السورية، طوال العام الذي مضى على تحرير سوريا من نظام بشار الأسد البائد والذي تصادف الذكرى السنوية له يوم غد، على حين ورغم الموقف الإقليمي والدولي الداعم لموقف دمشق برفض التقسيم والانفصال، لا تزال تلك “الإدارة” تسوف وتراوغ ، بما يوحي أنه لا يوجد لديها نيات حسنة لتنفيذ الاندماج، ووصل بها الأمر إلى تحريض الولايات المتحدة بأن يكون رفع “قانون قيصر” مشروطاً، ومحاولاتها إثارة النعرات الطائفية مجدداً، وإرسال رسائل تهديد لدمشق.

دمشق وتعزيز الوحدة الوطنية
وبعد أشهر قليلة على الحكم الجديد في سوريا، أبدى الرئيس أحمد الشرع حرصاً واضحاً على تعزيز الوحدة الوطنية والجغرافيا السورية، وانطلاقاً من ذلك وقّع مع متزعم “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” مظلوم عبدي في دمشق في العاشر من آذار الماضي اتفاقاً ينص على دمج مؤسسات «الإدارة الذاتية» في وزارات ومؤسسات الدولة السورية، وقد تم تحديد آخر العام الجاري موعداً لاكتمال تنفيذ بنود هذا الاتفاق.

وعلى الرغم من حرص الحكومة السورية ومرونتها، الذي تجلى في عقد مسؤولين فيها اجتماعات عدة في دمشق وفي شمال شرق سوريا مع شخصيات من “الإدارة “، وذراعها المسلح ” قسد”، إلا أن هؤلاء كانت المماطلة والتسويف والمراوغة ديدنهم، على الرغم من حضور المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس براك عدداً من تلك الاجتماعات.

وعد مراقبون، أن القيادة والحكومة السورية ورغم ما ابدته كل من “الإدارة ” و”قسد” من محاولات تشي برفضهم توقيع الاتفاق إلا بشروط مضمونها الإبقاء على سيطرتهم على تلك المناطق والتحكم بها، مارست سياسة “الصبر الاستراتيجي”، لأنها تريد توحيد البلاد ومنع التقسيم والانفصال، ولا تزال تمارس هذه السياسية رغم أن الموعد المحدد لتنفيذ الاتفاق لم يبق عليه سوى بضعة أسابيع.

وأوضح هؤلاء المراقبون لـ”الوطن”، أن الأمر وصل إلى أبعد من ذلك حيث بذلت الدبلوماسية السورية جهوداً كبيرة لإقناع الجارة الشمالية تركيا التي تصنف “وحدات حماية الشعب” الكردية العمود الفقري لـ”قسد” تنظيماً إرهابياً وتطالب بحلها وإبعادها عن الحدود وتنفيذ اتفاق العاشر من آذار لكونها تشكل تهديداً للأمن الوطني للبلاد، إقناعها بعدم إجراء أي تحرك عسكري تجاهها، على أمل إقناع تلك “الإدارة” و”قسد” بتنفيذ بنود الاتفاق.

لكن مسؤولي “الإدارة ” و”قسد”، “لم يبدوا حتى اليوم نيات حسنة إزاء تنفيذ بنود ذلك الاتفاق، ومن غير المعروف على ماذا يعولون، خصوصاً أن الموقف العربي والدولي وحتى العالمي، يدعم تنفيذ الاتفاق”، بحسب المراقبين.

“قسد” تمنع الاحتفال بيوم التحرير
ولم يكتف هؤلاء بذلك وقد وصل بهم الأمر إلى إصدار قرار يمنع إقامة أي تجمعات أو فعاليات جماهيرية في جميع مناطق نفوذهم، بمناسبة الذكرى الأولى لتحرير البلاد وسقوط النظام البائد، يومي السابع والثامن من الشهر الجاري، وبحسب تأكيد مصادر محلية في الحسكة والرقة لـ”الوطن” نشرت “قسد” مسلحيها في الطرقات العامة وأقامت الحواجز لمنع أي احتفالات، على حين استيقظ الأهالي في الرقة والقامشلي وريف دير الزور على عبارات مناوئة لـ”قسد” مكتوبة على الجدران في الشوارع.

وبما يوحي إلى استنجاد “الإدارة الذاتية” و”قسد” بالاحتلال الإسرائيلي والتباكي أمامه بعدما وصلت إلى طريق مسدود في تنفيذ مشروعها الانفصالي، أجرى متزعم «قسد» مقابلة مع صحيفة “جيروزالم بوست الإسرائيلية” تناقلتها مواقع إلكترونية اليوم الأحد. عدم وجود نيات حسنة لتنفيذ اتفاق العاشر من آذار أكثر ما دلت عليه تصريحات عبدي المنشورة في “جيروزالم بوست الإسرائيلية”، إذ طالب الولايات المتحدة الأميركية بعدم إلغاء “قانون قيصر” إلا بشروط، وذلك بعدما وصلت عملية إلغائه إلى مراحلها الأخيرة.

وجدد عبدي اللعب على معزوفة إثارة الفتنة والنعرات الطائفية والمذهبية، بزعمه ان هناك ما سماها “مخاوف حقيقة” في اللاذقية وفي السويداء بعد الأحداث التي حصلت هناك، وادعائه بأن الرسالة كانت: “الأكراد سيكونون التاليين”.

ووصل الأمر الى إرسال عبدي رسالة تهديد عبر الصحيفة الإسرائيلية بقوله: “(الرئيس) أحمد الشرع نعرفه ونعرف قـواته والعام المقبل سيكون حاسماً».

وسبق قبل بضعة أيام أن توقف مراقبون في تصريحات لـ”الوطن” عند مسألة تمسّك تلك “الإدارة” و”قسد” عندما تقول: إنه “لن يتم التخلي عن المكاسب التي حققوها!”، وقال أحدهم “هم يسيطرون على مساحات واسعة من شمال وشمال شرق سوريا، وتضمّ أغلب وأكبر حقول النفط والغاز”.

ولفت المصدر حينها إلى التحقيق الذي نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية مؤخراً، وكشفت فيه عن واحدة من أكبر عمليات تهريب الأموال في مناطق سيطرة “قسد”، وأنّ جزءاً ضخماً من عائدات بيع النفط في شمال سوريا يتم تحويله بشكل منظّم إلى شخصيات نافذة خارج البلاد.
يُذكر أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي أعلن في عام 2014، خلال حرب نظام بشار الأسد البائد على الشعب تأسيس ما يسمى «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا».

كما تم تأسيس “قسد” كذراع مسلّحة لـ”الإدارة الذاتية” أواخر عام 2015، وتهيمن عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية الجناح المسلّح لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock