من الميدان

عفرين في مقدمة أهداف التدخل التركي في إدلب

أجمع مراقبون عسكريون لعملية التدخل التركي في ادلب، والتي بدأت بنشر نقاط مراقبة الاثنين الفائت، أن في مقدمة اولويات أنقرة من وراء ذلك محاصرة عفرين وقطع الطريق على وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية، للوصول إلى الشريط الساحلي عبر أرياف ادلب.

وقال المراقبون الذين تحدثت إليهم “الوطن أون لاين” ان الجيش التركي يركز في المرحلة الأولى من التدخل في ادلب على نشر مراكز استطلاع ومراقبين في محيط قلعة سمعان وجبل الشيخ بركات في مدينة دارة عزة (40 كيلو متر غرب حلب) على خطوط التماس مع مناطق سيطرة “حماية الشعب” الممتدة إلى عفرين.

وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية ذراعاً عسكرية سورية لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي التابع لـ “حزب العمال الكردستاني” (PKK) المدرج كمنظمة إرهابية لديها، وكثيراً ما أعلن مسؤولوها عن عزمها شن عملية عسكرية للسيطرة على عفرين من الوحدات التي استولت عليها منتصف 2011 ثم وسعت رقعة سيطرتها على 12 بلدة شمال حلب وقت فك الجيش العربي السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في تشرين الأول ما قبل الماضي.

وتخشى حكومة “العدالة والتنمية” من إقامة إدارة ذاتية كردية تضم أقاليم الجزيرة وعفرين وعين العرب على حدودها الجنوبية، ولذلك تدخلت عسكرياً بمؤازرة ميليشيا “درع الفرات” في آب 2016 وسيطرت على مساحة 3 آلاف متر مربع ممتدة بين جرابلس والراعي على شريطها الحدودي وصولاً إلى مدينة الباب (77 كيلو متر شمال شق حلب)، وذلك لفصل الكانتونات الثلاثة. وتسعى راهناً لضم قسم كبير من ارياف ادلب إلى سيطرة ميليشاتها ومنها “درع الفرات” لوقف تمدد “حماية الشعب” نحو ادلب والقضاء على الحلم الكردي ولا يكف مسؤولوها عن التهديد بالاستيلاء على عفرين، ومثال ذلك تصريح وزير الخارجية مولود جاويش اوغلو الأسبوع الماضي

ونفى مصدر في ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي”، التي تسيطر على معظم مساحة ريف حلب الغربي، لـ “الوطن أون لاين” الأنباء التي ترددت عن منعها وحدة من الجيش التركي من الوصول إلى دارة عزة أمس الأربعاء. وقال المصدر أن دارة عزة تقع تحت سيطرة “كتاب ابن تيمية” الممولة من تركيا، كما أنه ليس بوسع أي ميليشيا وخصوصاً “الزنكي” الموالية لأنقرة الوقوف بوجهها.

وكان الجيش التركي بالاتفاق مع “جبهة النصرة” الإرهابية واجهة “هيئة تحرير الشام” نشر مراقبين عسكريين في ثلاث نقاط مراقبة في محيط مدينة ادلب الاثنين في إطار تنفيذ اتفاق “وقف التصعيد”، الذي جرى التوقيع عليه 15 الشهر الماضي في “استانا” في الجولة السادسة من المفاوضات، بالتزامن مع نشر ثلاث نقاط مراقبة أخرى في محيط دارة عزة قرب قلعة سمعان.

وتخطط الحكومة التركية لإقامة قاعدة عسكرية في قمة جبل الشيخ بركات بإمكانها رصد معظم مناطق سيطرة الوحدات الكردية في سهل عفرين وفي ريفها الجنوبي والتحكم بالطريق التجاري الذي يصل عفرين بدارة عزة فريف ادلب الشمالي الشرقي والذي تحقق من خلاله الوحدات أموالاً طائلة من الضرائب التي تفرضها على البضائع والركاب القادمين من ادلب وحماة إلى حلب عدا عن تهريب نفط تنظيم “داعش” إلى مناطق سيطرة المسلحين شمال ووسط سورية.

يذكر أن الجيش التركي حشد قوات كبيرة على تخوم عفرين وفي محيط بلدة مارع على تخوم بلدة تلرفعت وهدد باجتياح عفرين والبلدات الـ 12 التي تسيطر عليها الوحدات الكردية لوصل ريف حلب الشمالي بريف حلب الغربي وأرياف ادلب قبل ان تنشر روسيا قوات من شرطتها العسكرية في عفرين وتلرفعت ثم اعلنت عن جهود تبذل لضم عفرين إلى مناطق “خفض التصعيد” ربما في الجولتين المقبلتين من مفاوضات “الأستانا”.

حلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock