علبي: زيارة مجلس الأمن إلى دمشق تؤسس لمرحلة جديدة من الانخراط الدولي
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي أن الزيارة التي قام بها أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى دمشق شكّلت نقطة تحول بارزة في مسار العلاقة بين سوريا والمجتمع الدولي، وعكست توجهاً إيجابياً نحو الانفتاح والتعاون المباشر. وأوضح أن الوفد اطّلع خلال الزيارة على واقع «سوريا الجديدة» بما تحمله من تنوع مجتمعي، وانفتاح سياسي، وإرادة وطنية راسخة لتجاوز تداعيات المرحلة السابقة وبناء مستقبل قائم على الاستقرار والسيادة.
وقال علبي في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي للاستماع إلى إحاطة البعثة التي زارت سوريا ولبنان: إن الجمهورية العربية السورية تعرب عن عميق تقديرها وامتنانها لمجلس الأمن على التفاعل البناء مع فكرة الزيارة إلى سوريا، والتعاون بشكل وثيق مع السوريين لضمان إنجاحها.
وأضاف علبي: “رأيتم بأعينكم سوريا الجديدة التي تيسر فيها الحكومة السورية لمجلس الأمن عقد اجتماعات مع مختلف ممثلي مجتمع المدني بحرية كاملة، كما رأيتم بأعينكم سوريا الجديدة التي تحتفي بتنوعها الديني والعرقي وترى فيه قوة لها وغنى”.
وتابع علبي: “رغم أنكم قضيتم ساعات محدودة في دمشق فإنني على ثقة كاملة بأنكم لمستم عمقها الحضاري، إذ تمثل هذه الزيارة التاريخية تتويجاً لمسار الانخراط لدولي الإيجابي الداعم لسوريا وللشعب السوري، وتجسيداً حياً للانفتاح الدبلوماسي الذي تنتهجه سوريا الجديدة”.
وقال علبي: “إن دمشق فتحت أبوابها مرحبة فدخلتموها ضيوفاً أعزاء، ولاحظتم عبر هواتفكم ومنذ اللحظة الأولى آثار الانتهاك الإسرائيلي الفج للسيادة السورية، والخراب الذي تسببت به إسرائيل وسط دمشق، كما مررتم بحي جوبر الدمشقي فشاهدتم الدمار الكبير وآثار حرب النظام البائد المدمرة، لكنكم أيضاً لمستم إرادة السوريين الصلبة وعزمهم الذي لا يلين”.
وأضاف علبي: “رأيتم الحضارة والتاريخ والتنوع الغني الذي يزيد دمشق قوة وجمالاً، ورأيتم الصعوبات الموروثة والجهود الحكومية المبذولة لمعالجتها بحكمة وروية، كما رأيتم وسمعتم كيف تعاملت سوريا بمسؤولية مع تحديات المرحلة والجهود التي يبذلها المسؤولون وأعضاء لجان التحقيق والهيئات الوطنية الذين عملوا بلا كلل لمواجهة هذه التحديات وتجاوزها”.
وختم علبي كلمته: “ورغم أنكم قضيتم ساعات محدودة في دمشق فإنني على ثقة تامة بأنكم لمستم عمقها الحضاري، فلكل حجر وزاوية في دمشق حكاية، وحكاية سوريا التي اطلعتم عليها بزيارتكم قد كتبها السوريون بدمائهم وعنفوانهم وكرامتهم، وهم عازمون اليوم أكثر من أي يوم مضى على استكمالها”.