العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

علوان لـ” الوطن”: ضرورة وجود مؤسسات الدولة في السويداء وإسرائيل تستثمر في الفوضى

أكد  الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان، أن الحالة الكارثية التي وصلتها السويداء ستجعل من فرص تنفيذ اتفاق وقف القتال أعلى من المرات السابقة، مشدداً على ضرورة وجود مؤسسات الدولة في المحافظة، مشيراً إلى أن الكيان الإسرائيلي يستثمر في الفوضى للحصول على مكاسب أكثر وأكثر.

وفي تصريح خاص لـ “الوطن” قال علوان: “حظوظ تنفيذ الاتفاق بشأن وقف القتال في السويداء قليلة جداً على أرض الواقع لعدم وجود ضمانات، وعدم وجود قدرة إلزامية عالية ممكن أن يمارسها المجتمع لإلزام الأطراف المعطلة وفي مقدمتها حكمت الهجري ومن معه في المجلس العسكري الذين لا يريدون الحل، بسبب أن قسماً كبيراً جداً من المجلس متهمون بارتكاب انتهاكات واسعة حيث جزء كبير منهم من ضباط النظام السابق ومتعاملون مع حزب الله”.

ورغم الحظوظ القليلة، أشار علوان إلى أنه في ظل الحالة الكارثية التي وصلت إليها السويداء سيجعل من فرص تنفيذ الاتفاق أعلى من المرات السابقة، لكنها لن ترقى إلى درجة أن تحل الأزمة فعلياً، وأن تسهم في نقل السويداء انتقالاً كاملاً من الفوضى وعدم وجود الدولة بشكل فعلي (خدمات- مساواة- مواطنة- أمن) إلى حالة الاستقرار التام.

وبيّن علوان أن المجتمع في السويداء وعموم سوريا هو مجتمع مفكك، والحوامل الاجتماعية مدمرة بشكل كامل، وهناك هشاشة كبيرة جداً، ليس فقط خلال 14 السنة الماضية بل لعقود عمل حزب البعث لتفكيك العوامل والحوامل المجتمعية، حيث لا قيمة للمرجعيات العشائرية والدينية، ولا مجتمع مدنياً نشيطاً وفعالاً وقادراً على أن يساعد ويكمل دور الدولة.

وشدد علوان على أن وجود مؤسسات الدولة أمر ضروري جداً، ليس فقط على المستوى الخدمي، بل على المستوى الأمني والقضائي والإدارة المحلية، وأن يكون هناك مشاركة للمجتمع المدني مع الدولة في بناء التنمية والازدهار للمحافظة ، مشيراً إلى أن هذا وحتى اليوم تعطله منظومات ما دون الدولة، فعقلية ما دون الدولة وعقلية الفلتان من الالتزام، لا حل لها حتى الآن، حيث الفقر والحرمان الذي تعيشه السويداء من عهد النظام البائد، يؤثر تأثيراً سلبياً وكبيراً في قدرة النخب المجتمعية على تجاوز الأزمة.

وقال: الكيان الإسرائيلي يستثمر في الفوضى وما يحصل اليوم في السويداء، وبالتأكيد الهجري له علاقة مع الدروز في الجليل والجولان، وإسرائيل تستخدم موفق طريف الذي تربطه علاقة مع الحكومة الإسرائيلية لتحريض الهجري أكثر وأكثر، في حين لم تلتزم بما يتخيله الهجري، لأن إسرائيل موافقة على المشروع الأميركي في المنطقة وهي جزء منه، والذي يدعو إلى الاستقرار وبالتالي لا وجود لمنظومات ما دون الدولة.

وختم علوان بالقول:” ستنتهي منظومات ما دون الدولة في كل دول الطوق، ومنطقة شرق المتوسط لحساب استقرار الحكومات والدول وقوتها (لبنان، سوريا، وباقي الدول) ، حيث ستكون الدولة هي الأقوى وهي ضامنة الاستقرار، وبالتالي لا وجود لسلاح خارج الدولة، ولا وجود لمنظومات ما دون الدولة، عصية وتمتلك القوة ولا تستطيع الدولة أن تتحكم بقرارها، لذلك اليوم الإسرائيلي  يستخدم للأسف وعوده وأمنياته لثلة قليلة في السويداء، حيث الفقر والفوضى، وأخطاء حصلت من أطراف مختلفة، وهناك نزاعات تقليدية، مثل النزاع مع العشائر البدوية، كل ذلك عزز فرص الاستثمار الإسرائيلي في الفوضى من أجل حصد مكتسبات أكثر وأكثر”.

منذر عيد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock