مقالات وآراء

على ناصية الانترنت (٣١)

بقلم : شذا نصار

– أسعدك الله بأنوار النبي يا غسان وكل عام وأنت بخير.

– عليه الصلاة والسلام، ولكن ما المناسبة؟

– إنه شهر المولد يا عزيزي .

– أليست بدعاً توارثناها لا أساس لها في ديننا لا فرضاً ولا سنّة؟

– ولكنها عادات تعبر عن فرح المسلمين بميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، يحتفلون به مثلما يحتفل المسيحيون بميلاد سيدنا المسيح عليه السلام. أليس كذلك؟

– والله يا كمال… أكره التعصب الديني ، وأرى أنه سبب بلائنا. هل رأيت كيف قاد التعصب الديني إلى ذبح أستاذ في فرنسا من قِبَل متعصب كريه؟

– اسمع يا غسان … أنا كاره للتعصب الديني مثلك، وأوافقك على أن ما قام به الفتى بحجة الدفاع عن  الإسلام ونبي الإسلام هو جريمة نكراء. مع أن القتيل سبقه  بالتعدي على حرمة رسول الله بالصور الكاريكاتورية البذيئة التي عرضها لطلابه.

– ولكن الاستفزاز لا يقابل بالجريمة… كما ان الغرب لا يعتبر الرسوم جريمة…وأنا شخصياً أراه استفزازاً محرضاً على الجريمة… ألم أقل لك إن الأديان هي سبب كل العلل والمتاعب في العالم؟

– انتبه إلى ما سأقول يا غسان: لم أر ديناً من الأديان السماوية أو غيرها يدعو الى الجريمة أو السرقة أو الكذب او الزنا… الخ… ولكن السياسة هي التي تستخدم الأديان لتنفيذ مخططات بعض القوى.

– كيف؟

– على مهلك يا غسان… واستمع إلي جيداً: في العام ٢٠٠٦ أعلن “جيمس وولسي”رئيس المخابرات الاميركية المركزية عن خطته لإخضاع العالم العربي بقوله: سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا.……

– وهل نجحوا في صناعته؟ أيها الفيلسوف؟

– نعم… إنه ذاك نفسه الذي قتل وذبح في سورية ، وفي الجزائر من قبل … إنه الذي دفعت به قطر والسعودية و تركيا  الى سورية على صورة جهاديين يقتلون المسلم بالمسلم… إنه الإسلام المتعصب الذي يفرق بين السني والشيعي والعلوي والدرزي ، والذي يفرق بين المسلم والمسيحي . وهو نفسه الذي علق بذهن الفتى الذي ارتكب الجريمة في فرنسا (إنه صنيعتهم ردت إليهم).

– هذا ما أكره… رغم إيماني… أكره التعصب القاتل. وكأننا في العصور الوسطى.

– ألا ترى يا غسان أن حروب اليوم كلها تدار بحجة الأديان والطوائف والمذاهب؟

– نعم إنه استغلال لغرائز الشعوب العاطفية والدينية لتنفيذ مخطط صهيوني يشتت الأمم ويمزقها لتحكم العالم شرذمة شريرة .

– رغم كل ما نعلم… أرى حكاماً يهرولون منبطحين إلى التطبيع مع قاتلهم، ويدفعون له الأموال مقابل ذلك.

– أجل … ومن المؤلم أيضاً  أنهم فرحون مبتهجون بنيل جوائز : صداقة الحمل مع الذئب.

– يا للعار… فرحون بتعليق وسام الغباء من الدرجة الممتازة برتبة خائن على صدورهم .

– زدتني اليوم كآبة… يا كمال… لأن معرفة الحقائق مؤلمة .

– انتظرني الأسبوع القادم… لأجمع لك ما يسرك من الأخبار على ناصية الانترنت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock