العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

عُمان وسوريا.. علاقات راسخة تعبر المرحلة الجديدة بثبات

تؤكد العلاقات السورية – العُمانية مرةً جديدة خصوصيتها وتميزها في المشهد العربي، بعد سلسلة من اللقاءات والاتصالات رفيعة المستوى التي جمعت مسؤولين من البلدين خلال الأشهر الماضية، فيما تتواصل الإشارات العُمانية الداعمة للإدارة السورية الجديدة عقب سقوط النظام البائد، ضمن نهج سياسي ثابت لسلطنة عُمان يقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتغليب الحوار والدبلوماسية في أوقات التحوّل الحساس.

اتصالات وتنسيق مستمر

لم يكن لقاء وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في العاصمة مسقط نظيره العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، حدثاً منفصلاً، بل يأتي في سياق مسار دبلوماسي نشط بين البلدين، ففي 21 تشرين الأول الماضي، تلقى الوزير الشيباني اتصالاً هاتفياً من نظيره العُماني بدر البوسعيدي، جرى خلاله التأكيد على عمق الروابط الأخوية بين الشعبين وحرص الجانبين على مواصلة التشاور حول الملفات الإقليمية والدولية، كما شهد السادس من تموز لقاءً في دمشق جمع الوزير الشيباني بسفير سلطنة عُمان لدى سوريا، تركي بن محمود البوسعيدي، لتناول فرص تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون بما يلبي تطلعات البلدين.

عُمان من أوائل الداعمين للإدارة السورية الجديدة

ومنذ الإعلان عن تشكيل الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، برزت سلطنة عُمان من أوائل الدول العربية التي عبرت عن دعمها للعملية السياسية الجارية في البلاد، ففي 11 كانون الثاني، استقبل الرئيس الشرع ووزير الخارجية وفداً عمانياً رفيعاً برئاسة المبعوث الخاص للسلطان، الشيخ عبد العزيز الهنائي، في زيارة حملت دلالات سياسية واضحة على دعم مسقط للمرحلة الجديدة في سوريا.

وعقب ذلك، وجه جلالة السلطان هيثم بن طارق برقية تهنئة رسميّة إلى الرئيس الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية، متمنياً له التوفيق في قيادة سوريا نحو مرحلة من “الإصلاحات التنموية الشاملة والاستقرار الوطني الآمن”، كما ورد في نص البرقية التي نشرتها وكالة الأنباء العمانية.

وتوالت بعدها برقيات التهنئة المتبادلة في مختلف المناسبات الوطنية والدينية، ما يعكس متانة العلاقات واستقرارها رغم التحولات الإقليمية.

مجالات تعاون واسعة

وتأتي الزيارات الرسمية المتبادلة بين وفود وزارية واقتصادية من البلدين، بهدف تنشيط التعاون الاقتصادي والاستثماري، كما يولي الجانبان اهتماماً خاصاً لقطاع النقل الجوي بوصفه أحد مفاتيح تعزيز الحركة التجارية والسياحية بين مسقط ودمشق، إلى جانب مشاريع تنموية مشتركة يجري بحثها دورياً في مجالات الطاقة والخدمات والتبادل التجاري.

مواقف عُمانية ثابتة 

ويبدو أن الموقف العُماني من التطورات في سوريا متسقاً مع الثوابت الراسخة لسياسة السلطنة الخارجية، والمتمثلة في الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع دول المنطقة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

إذ حافظت سلطنة عُمان على موقف متوازن وداعم لسوريا في المحافل الإقليمية والدولية، فقد رحبت مسقط بقرار الحكومة الأمريكية رفع العقوبات عن سوريا، معتبرةً أن هذه الخطوة تمكن الحكومة والشعب من تعزيز مسارات التنمية والتعافي الاقتصادي.

كما أدانت السلطنة بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ودعت المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية المحتلة، وجددت مسقط تأكيدها على دعمها الثابت لوحدة سوريا وسيادتها، وضرورة حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.

ويرى مراقبون أن الشهور الماضية تظهر أن العلاقات السورية–العُمانية تشهد نمواً متسارعاً وتنسيقاً عالياً على مختلف المستويات، مع توافق سياسي واضح في الرؤى والمواقف، وبينما تدخل سوريا مرحلة جديدة بعد طي صفحة النظام البائد، تبقى عُمان من أبرز الدول الداعمة لخيارات السوريين، والمؤمنة بأن الاستقرار الإقليمي يمر عبر احترام سيادة الدول وتمكين الشعوب من تقرير مستقبلها.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock