من الميدان

“فتح الشام” تشق صف ميليشيات إدلب بسبب الهدنة

شقت “جبهة النصرة”، والتي غيرت اسمها الصيف الماضي إلى “جبهة فتح الشام”، صفوف الميليشيات المسلحة في إدلب بسبب خلافها حول الموقف منها لعدم شمولها في اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل أمس (الخميس- الجمعة) من دون أن يشملها.

وأوضح مصدر معارض مقرب من ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية”، الموقعة على وقف اطلاق النار، لـ “الوطن أون لاين” أن الآراء تضاربت حول شمول اتفاق الهدنة لـ “فتح الشام” أو عدم شموله.

فوزارة الخارجية التركية تقول أن وقف اطلاق النار لا يشمل تنظيم “داعش” و”الجماعات الإرهابية”، وهو ما يسري على “فتح الشام” التي لا تزال مصنفة على قائمة الإرهاب الأمريكية بينما يؤكد الجيش العربي السوري أنه يشملها بخلاف تفسير ميليشيات مما يدعى “الجيش الحر” والتي تستثني وحدات “حماية الشعب” ذات الأغلبية الكردية إلى مضمون القرار.

وأشار المصدر إلى أن اصطفافات حدثت بين ميليشيات “الحر” بعضها مؤيد للنأي بالنفس عن “فتح الشام” التي تستوجب محاربتها نتيجة للخلافات العميقة بين الطرفين على حين اتخذ بعضهم الآخر موقفاً مغايراً لما هو مطلوب بالانحياز إليها والقتال إلى جانبها في حال “الاعتداء” عليها.

وظهر ذلك جلياً بفض “فتح الشام” لمظاهرات خرجت في مدن ادلب وسرمين وحارم وسلقين مؤيدة وفرحة بوقف النار وجرى فضها من “فتح الشام” بإطلاق النار على المتظاهرين، ما تسبب بسقوط جرحى في صفوفهم زاد من حدة غليانهم ضد فرع تنظيم القاعدة في سورية الذي يصادر جميع قرارات الميليشيات المسلحة.

وبرز الخلاف بين الفريقين المؤيد والمناهض لـ “فتح الشام” بشكل جلي في مدينة خان شيخون في ريف المحافظة الجنوبي حيال وقف إطلاق النار، إذ عمد فصيل “جند الأقصى الإرهابي، والذي سبق أن حل نفسه واندمج في “فتح الشام”، إلى نصب الحواجز داخل المدينة واعتقال مسلحين بينهم قياديين في “أحرار الشام” والتي تعتبر أكبر فصيل مسلح في إدلب، الأمر الذي أفقدتها هيبتها ولترد بتوقيف مسلحين تابعين لـ “الجند” في قرى وبلدات جبل الزاوية المعقل الرئيسي لـ “النصرة” قبل أن تندلع اشتباكات بينهما في كفر سجنة بريف معرة النعمان، وفق قول مصادر أهلية لـ “الوطن أون لاين”.

وسبق للاشتباكات أن اندلعت بين “الأحرار” و”الجند” وتحولت إلى حرب طاحنة بين الجانبين قبل ثلاثة أشهر على خلفية الخلاف المحتدم بينهما في ريف إدلب الشمالي والجنوبي وريف حماة الشمالي والذي شهد هو الآخر اليوم تخندق الفريقين وتهديدهما بالانسحاب من بعض مناطقه.

وتوقعت مصادر إعلامية معارضة لـ “الوطن أون لاين” حدوث انشقاق كبير داخل صفوف ميليشيا “جيش الفتح”، عماد التشكيلات المسلحة في إدلب، إثر توقيع بعضها على قرار وقف إطلاق النار وامتناع بعضها الآخر عن ذلك ولجوء فصائله إلى العنف فيما بينها من جهة ومع فصائل أخرى من “الحر” من جهة أخرى مع استمرار الانقسام وازدياد عمق حدته.

إدلب – الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock