فرحة عارمة في دمشق بذكرى التحرير.. وساحة الأمويين تغص بالمشاركين

احتشد آلاف الموطنين السوريين في ساحة الأمويين وسط دمشق، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، احتفالاً بالذكرى السنوية الأولى لتحرير البلاد من نظام بشار الأسد المخلوع، وسط فرحة عارمة وتأكيدات أن عملية التحرير أعادت سوريا للسوريين والعرب والعالم بعد أن حولها النظام البائد وطغمته إلى مزرعة لهم وأذاق الشعب أقسى وأشد أنواع الظلم والعذاب.
وبما يدل على فرحة السوريين العارمة بالتحرير، والإصرار على الاحتفال بها، تقاطر الآلاف منذ ساعات الصباح الباكر من جميع مناطق وأحياء العاصمة إلى ساحة الأمويين، بينما لوحظ رفع وزارة الداخلية جاهزيتها الميدانية واستكمال استعداداتها لضمان سير الاحتفالات بأعلى درجات الانضباط والأمان، حيث عززت انتشار عناصر الشرطة في الطرق الرئيسية، وكثفت الدوريات الراجلة والمتحركة.
ووسط انتشار كثيف لعناصر الشرطة في الطرق الفرعية المؤدية إلى ساحة الأمويين التي أغلقت امام السيارات، كانت حشود المواطنين تتدفق إليها سيراً من جهاتها الأربعة، وسط إجراءات أمنية مشددة من عناصر الشرطة التي انتشرت أيضاً بكثافة في محيط الساحة.
ومع الاقتراب من الساحة عبر طريق دوار الجمارك، كانت الأعلام الوطنية تظهر من بعيد، بينما كانت أصوات الأغاني الوطنية التي تصدح بها مكبرات الصوت تعلو شيئاً فشيئاً كلما قصرت المسافة إلى وسط الساحة.
لدى الوصول الى الساحة، يجد المرء صعوبة كبيرة بإيجاد موطئ قدم من شدة الازدحام، حيث كان الآلاف يرفعون العلم الوطني ورايات “الله أكبر” ويردون الشعارات الوطنية على أنغام أغنيتي “ارفع راسك فوق إنت سوري حر”، و”سوريا جنة والفرح سوري”، بينما كان فريق من المظليين يحوم في سماء الساحة فوق رؤوس المشاركين.
“يوم عظيم” بهذه العبارة وصفت إحدى المشاركات بالاحتفال يوم التحرير. وقالت لـ”الوطن”: “هذا ليس يوماً عادياً، وليس كأي عيد وطني يحصل في أي دولة، إنه يوم الخلاص من الظلم الذي طال الشعب على مدار سنوات حكم الأسدين الأب والابن، يذكر بالخلاص من من التهجير القسري والتشرد وتشتت الأسر.
وأوضحت السيدة أن التحرير أتاح للكثيرين العودة الى الوطن، ولم شمل العائلات من جديد، وانتهاء الظلم والقهر وكل الألم الذي عانى منه الشعب في ظل حكم الأسدين ولذلك “الفرحة اليوم مميزة عن أي فرحة باي بلد آخر”.
ورات السيدة، أن التحرير في الثامن من كانون الأول أعطى الأمل للسوريين بأن سوريا ستكون أفضل بكثير مما كانت عليه في عهد النظام البائد.
الفرحة بالتحرير يصعب وصفها على وجه أحد المشاركين، لأن التحرير وفق ما قال لـ”الوطن” أعاد للسوريين حريتهم وكرامتهم، بعد أن أهانهم وأذلهم نظام بشار الأسد المجرم وأعوانه.
وأوضح الرجل الأربعيني أن الفرحة اليوم لدى كل الشعب السوري لا توصف لأن التحرير أعاد سوريا للسوريين للعرب وللعالم، بعد أن حكم آل الأسد مغتصبين البلاد والشعب الذي كان يعيش بسجن بعيداً من العالم والحضارة والرقي وبعيداً من كل مظاهر الإنسانية.
وأضاف “كانت سوريا بالنسبة لهم (نظام الأسد وأعوانه) عبارة عن مزرعة للحشيش والمخدرات، ويمارسون الظلم والقهر وكل أنواع العذاب بحق الشعب، وتجارة الأعضاء البشرية وكل ما هو قذر”، لاًفتاً إلى انه “لا يمكن وصف الإجرام الذي ارتكبوه أبداً”.
وبين الرجل أن التحرير أعاد لسوريا عزتها وكرامتها والبسمة إلى وجوه السوريين بعدما اختفت لعقود طويلة. وقال: “كنا نعيش كأجساد فقط من دون روح ونعد الأيام، ولكن بعد النصر الذي تحقق في الـ8 من كانون الأول من العام الماضي عادت الروح والحياة ولكل الشعب السوري”.
مشارك اخر قال لـ”الوطن” والفرحة تبدو عارمة على وجهه : كنا نحتفل بالذكرى الأولى للثورة والثانية والثالثة.. ونستذكر الشهداء، أما اليوم فنحن نحتفل بالذكرى الأولى للتحرير ونستذكر شهداءنا أيضاً، ولذلك نرى هذا الزخم الكبير في المشاركة والفرح على وجوه الناس”.
وبعد أن ذكّر المشارك ببيت الشعر القائل” إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر”، عدّ أن النصر الذي تحقق في سوريا بعد 14 عاماً على ثورته، هو تحقيق لإرادة الشعب.
الوطن