منوعات

فيلر يخفي ملامح الشخصيات.. ومكياج يغير منحى النص

جراحة التجميل من الجراحات التي تجرى لأغراض وظيفية أو جمالية، هي بالمفهوم البسيط استعادة التناسق والتوازن لجزء من أجزاء الجسم عن طريق استعادة مقاييس الجمال المناسبة لهذا الجزء.
ومع بداية انتشار عمليات التجميل كان الهدف الأساسي منها هو تحسين ما يمكن أن ينتج عن ضرر للأشخاص الذين تعرضوا لحادث أو تشوه ما أو عيب خلقي.
ليصبح فيما بعد انتشارها كنوع من الرفاهية الطبية لأشخاص أصحاء رغبوا في تجميل مكان ما وتصغير أو تكبير، والخضوع لإبر الحقن “بوتوكس وفيلر” وكل ما شابه ذلك.
أما اليوم فنحن أمام ظاهرة ترسم ملامحها من خلال المبالغة في إجراء عمليات التجميل وحقن كميات إضافية من الفيلر والبوتوكس انعكست بشكل سلبي على أصحابها.
وإذا ما اعتبرنا أن الشكل والمكياج جزء أساسي من العملية الدرامية وهناك مختصين عن تلك العملية يعدلون الشخصيات لتتناسب مع أدوارها وممكن أن نرى الكثير منها تتطلب التعديل ربما في ندبة معينة أو وضع شامة وغيره.. لنرسم ملامح تلك الشخصية ونكّون أساسها المبني على الشكل.
وفي دراما رمضان 2020، كان لافتاً فيها طريقة المكياج واستخدام الكحل المبالغ فيه إضافة إلى الظل وأحمر الشفاه في وجوه وشخصيات مفلترة أصلاً بعمليات وحقن، لنكون أمام نتيجة لا ترضي الرائي ويصعب عليه الاقتناع بشخصية تستيقظ بكامل مكياجها أو ترتشف القهوة إلى جانب البحرة وهي مدججة بالمكياج.
حيث اختلفت أشكال الفنانين والفنانات اختلافا جذريا من خلال قصات الشعر وألوانه ولون البشرة المائل غالبا إلى البرونز الغامق.
السؤال هنا ما المبرر لكل هذا المكياج؟. وهل المطلوب إبراز مفاتن وجمال الشخصية أم فعلها وما تقصه حكايتها!! ألا يكون الجانب الأقرب إلى الإقناع هو اللجوء إلى الطبيعة مع مكياج يتناسب مع حقيقة كل مشهد.
على المقلب الآخر نرى الفنانات اللبنانيات يحتفظن بالحد الطبيعي وخضعن لعمليات حسنت مناطق معينة أو أضافت رونقاً ولمسات جميلة مع مكياج خفيف غير مبالغ فيه.
وحقيقة يجب أن نبحث من أين تنطلق المشكلة هل من الفنانة نفسها ورغبة منها في إضفاء جمالاً مبهراً حتى تصل إلى مرحلة تفقد السيطرة على نفسها. أم أن دكتور التجميل يقوم بإبداء رأيه بضرورة القيام بذلك.. وهذا ما يجب معرفته لنرفع العتب عنهن وانتقاد دكتور التجميل السوري!!
ربما من حق المخرجين اليوم أن يبحثوا عن وجوه جديدة طبيعية أكثر براءة وأكبر قدرة على الإقناع. لأن وجوه ممثلات الموسم الدرامي الحالي تبشر بوفرة الفيلر والبوتوكس مع غياب الفعل التمثيلي الحقيقي والخضوع للمشهد بشكل حرفي. ونستطيع القول انه لا شيء يبهر في تلك المشاهد سوى كمية الفيلر التي تملأ الوجوه.
كنا وكانت الدراما على موعد مع مشاهد معبرة قريبة وصادقة حملتها كبار الممثلات السوريات بحوارات وصرخات ودموع أثرت وعلقت بذاكرتنا.
وهنا نستذكر ما صرحت به النجمة القديرة منى واصف في حوار سابق أجرته معها “الوطن” عند سؤالها عن رأيها بتلك العمليات ولماذا لم تخضع لها قائلة: “عمليات التجميل لها علاقة بالطفولة والمراهقة والصغر فعندما تنظر الأنثى إلى المرآة وترى جمالها فإنها إما أن تحب نفسها أو ترى عيوب بها، وأنا لأنني كنت فتاة جميلة وكانت أمي تقول لي دائماً ذلك، فإنني بحياتي لم أنظر إلى المرآة وطلبت من الله أن أكون غير أنا، وعندما كبرت وبدأت بأدوار الأم لم أجد أنني بحاجة لعمل “بوتكس” أو أي شيء لأن أدواري أهم مني، وما زلت في هذا العمر أشعر أنني جميلة، ومن ناحية أخرى فأنا بالقليل من المكياج واللباس أظهر سيدة أنيقة، وأعرف ما الذي يليق بي، وليس من الممكن أن ألعب دوراً بولادة من الخاصرة لامرأة فقيرة وأدخل واشتري شيء بالدين وأنا مليئة بالتجميل!! كيف سينظر الناس إلى هذا المشهد سيلاحظون هذا الكم من عمليات التجميل وقد تبلغ 4 أو5 آلاف دولار وبالتأكيد لن يقتنع المشاهد بها، وفي دور “أم جبل”، تغزل الكثيرون بتجاعيد يديّ”.
ونحن هنا لا نقول أنها غير ضرورية بل القليل منها يمكن أن يصنع الجمال.. والكثير منها للأسف ماذا يمكنه أن يصنع!!

سارة سلامة – الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock