مقالات وآراء

في حديث الرئيس القائد

سيكتب التاريخ بأحرف مذهبة أنه تعرف إلى رؤساء دول عظماء آمنوا بشعبهم وبوطنهم صمدوا بوجه القوى العظمى ورفضوا الإملاءات واجهوا التهديد والوعيد قاوموا الحصار والإرهاب حافظوا على وطنهم ووحدته أرضاً وشعباً ولم يساوموا على هوية وطنهم العربية ولم يهادنوا ولم يفرطوا بسيادة الوطن وثرواته واحترموا حرية قرار شعبهم وانتفضوا في سبيل الدفاع والحفاظ على الكرامة الوطنية التي لطالما اعتبروها قدس الأقداس فكان الانتصار حليفهم في كل مراحل التاريخ فنالوا احترام التاريخ واحترام شعوبهم كما حاذوا احترام قادة وشعوب العالم، إضافة إلى احترام قادة دول شاركت بالمؤامرة الدنيئة عليهم، هم رؤساء وقادة عن جدارة رؤساء لم تغيرهم العواصف والأزمات بل على العكس تماماً بقوا على تماسكهم وإيمانهم بانتصار الحق، رؤساء ظلوا على تواصلهم مع قواعدهم الشعبية رغم هول الأزمات بيد أنهم باتوا أقرب وأكثر التصاقاً بهموم الشعب وتلبية رغباتهم هؤلاء الرؤساء القادة ممن فرضوا احترامهم على الأعداء قبل الحلفاء هم ممن وصفوا بأنهم رجال الحرية والصمود ذوو الرسالة التاريخية الذين لم يتعرف التاريخ على أمثالهم، تاركين بصمات مذهبة ومدارس أزلية تنهل منها الأجيال حتى يتوقف التاريخ عن التأريخ.

الرئيس العربي الوحيد الذي تليق به القيادة وتتشرف به كما يتشرف كل إنسان عربي حر بقيادته هو بشار حافظ الأسد في حديث شامل إلى صحيفة «الوطن» السورية مع رئيس التحرير الأستاذ وضاح عبد ربه لم يترك الرئيس القائد بشار الأسد زاوية أو سؤالاً يخطر ببال المواطن السوري أو العربي عن الأزمة السورية وخفايا المؤامرة على امتداد الوطن العربي إلا وخاض بتفاصيلهما، إنك في حضرة سيادة الرئيس لتجد تفاصيل التفاصيل لتستمع إلى أجوبة شافية نابعة من القلب وبصدق وبواقعية قل نظيرها في الوطن العربي لا بل في العالم.

صحيح أن الرئيس الأسد أجرى مقابلات عدة وكثيرة مع وكالات أنباء وصحف محطات تلفزة أجنبية لكن حديثه إلى صحيفة «الوطن» كان له وقع آخر حيث إن ما تفضل به سيادته لامس مشاعر المواطن السوري كما لامس مشاعر ووجدان كل عربي مخلص لهويته العربية.

إنك في حضرة القائد الواثق من الغد الواعد لسورية، ومما لا شك فيه فإنك عندما تستمع إلى قائد يمتلك الإيمان بنصر سورية المحتم على إرهاب دول اجتمعت للنيل منها فإنك سرعان ما تدرك أنك أمام قائد غير عادي، فهو الرئيس الذي آمن منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأزمة في سورية أن المشوار طويل ولن يكون سهلاً لكنه امتلك الصورة والنظرة الواضحة لقيادة سورية وإدارتها، متشبثاً بإيمانه بوطنه وبشعبه وجيشه للوصول بسورية إلى بر الأمان وجعلها رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية والنظام العالمي الجديد.

لقد خص سيادته صحيفة «الوطن» السورية بحديث مطمئن للشعب السوري بأن القرار بتحرير كامل التراب السوري هو قرار اتخذته القيادة السورية منذ البداية وأن حلب بما تمثل من أهمية إستراتيجية هي ضمن قرار التحرير الذي لا عودة عنه مهما بلغت التضحيات وأن انتصار سورية مسألة وقت فقط. إنه حديث القائد الواثق.

الرئيس الأسد أشار بوضوح إلى الدور المهم للحليف الروسي الفاعل الذي أسهم بقلب الموازين العسكرية والسياسية وهذا يعتبر مؤشراً مهماً إلى أن سورية صارت أساساً في اللعبة الدولية ورائدة في رسم وضع إقليمي جديد تتحطم على أسوارها مخططات رسم خرائط جديدة أو بروز أنظمة ممالئة للعدو الإسرائيلي وموالية للغرب.

لقد أسهب الرئيس الأسد في الحديث عن شعب سورية قائلاً: إن السوريين لن يقبلوا بالفدرالية أو بتقسيم سورية مهما بلغت التضحيات، يضيف سيادته: إنه واثق من عودة السوريين بكل أطيافهم وتوجهاتهم الذين اضطرتهم ظروف الأزمة للهجرة عن الوطن من العودة إلى سورية فور انتهاء الأزمة.
لم يترك هماً يخص المواطنين إلا وخاض فيه حتى الفساد الذي قال عنه إنه اكتشف الكثير من تلك الحالات الشاذة وعمل على معالجتها رغم ظروف الحرب التي تعوق اكتشاف مثل تلك الحالات.

تحدث سيادته عن المصالحات التي يوليها اهتماماً خاصاً لأنها الطريق الصحيح لإعادة اللحمة إلى المجتمع السوري ليكون مجتمعاً متماسكاً يصون ويحفظ سورية بعد الانتهاء من الأزمة.
الرئيس بشار الأسد ختم حديثه بكلام واضح قائلاً: إن المجتمع السوري صار أكثر صفاءً ومناعة لأن الأمور باتت واضحة لمجتمعنا وأنا لست قلقاً على مستقبل سورية فعندما يقول من قاد سورية إلى بر الأمان إنه مطمئن وإنه ليس قلقاً على مستقبل سورية هذا يعني أن سورية انتصرت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock