العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

قدور لـ”الوطن”: عملية “عين الصقر” توحد الجهد العسكري والتفاهم السياسي ضد الإرهاب

أكد الكاتب والباحث في القضايا العسكرية والأمنية ضياء قدور أن عملية “عين الصقر” التي نفذها الجيش الأمريكي في البادية السورية تمثل تأكيداً في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه سوريا، والتي تعكس التنسيق المشترك في محاربة الإرهاب، كما تسعى إلى ترسيخ معادلة أمنية جديدة قوامها الردع الاستباقي، ومنع عودة الفوضى وتعزيز الاستقرار الإقليمي، في ظل إدراك متزايد بأن القضاء على الإرهاب يتطلب تلاقي الجهد العسكري مع التفاهم السياسي.

وأوضح الكاتب في تصريح لـ”الوطن”، أن توقيت العملية وسياقها السياسي يشيران إلى تغير نوعي في طبيعة العلاقة بين واشنطن ودمشق، في ظل قيادة سوريا جديدة التي أعلنت دعمها الكامل للعملية، وجددت التزامها بمحاربة تنظيم “داعش” ومنع تحول الأراضي السورية إلى ملاذات آمنة للتنظيمات الإرهابية، بما يعكس تقاطعاً واضحاً في المصالح الأمنية للطرفين.

وبيّن قدور أن التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي وصف فيها العملية بأنها “انتقام قاسٍ”، تعكس مقاربة ردعية أكثر منها تصعيدية، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية حرصت على التأكيد بأن الضربات لا تمثل بداية حرب جديدة، بل رسالة مباشرة مفادها أن استهداف القوات الأمريكية سيقابل برد سريع وحاسم، واعتمادها على الضربات الدقيقة واسعة النطاق كوسيلة لإضعاف البنية التحتية للتنظيم وقدرته على التخطيط والتنفيذ، مع الحفاظ في الوقت نفسه على سقف سياسي منخفض للتدخل العسكري.

وأشار الكاتب إلى أن عملية “عين الصقر” حملت رسائل ردع تتجاوز تنظيم “داعش” ذاته، لتشمل كل الأطراف التي قد تفكر في استغلال التعقيدات الأمنية في سوريا لزعزعة الاستقرار، مشيراً إلى أن العملية تكتسب أهمية إضافية عند مقارنتها بالعملية المشتركة التي نُفذت في تشرين الثاني 2025، والتي استهدفت أكثر من 15 موقعاً جنوب سوريا، موضحاً أن العمليتين معاً تشكلان ملامح نموذج جديد من التعاون الأمريكي-السوري في مجال مكافحة الإرهاب.

وأوضح الكاتب أن هذا النموذج يقوم على التنسيق الأمني والعسكري المحدود والضربات المركزة، والاستفادة من الشراكة السياسية المستجدة مع دمشق، من دون العودة إلى أنماط التدخل الواسع التي أثبتت التجارب السابقة محدودية فاعليتها وتكلفتها العالية، مؤكداً أن عملية “عين الصقر” تثبت أن الانتصار الفعلي على الإرهاب لا يمكن تحقيقه إلا بتكامل الجهد العسكري مع التفاهم السياسي، وهو الدرس الأهم الذي تقدمه هذه العملية لكل من يسعى لإعادة رسم مشهد الاستقرار في المنطقة.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock