العناوين الرئيسيةمحلي

قراءة في دلالات التغطية الإعلامية الواسعة لذكرى التحرير

شهدت سوريا خلال الذكرى السنوية الأولى لاحتفالات عيد التحرير حضوراً لافتاً لنحو 74 فريقاً إعلامياً من 24 دولة، وفق وزارة الإعلام، في مشهد يعكس عودة البلاد إلى نطاق المتابعة المباشرة بعد سنوات من المعالجة عن بُعد نتيجة تضييق النظام البائد وقمعه لوسائل الإعلام وتكميم الأفواه.

هذا التدفّق الصحفي والفرق الإعلامية قدمت من دول أوروبية وأمريكية وآسيوية وعربية من بينها فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، تركيا، الولايات المتحدة، البرازيل، كندا، وإسبانيا، وهو مؤشر واضح على رغبة المؤسسات الإعلامية في رصد التحوّلات السورية من داخل الحدث بعد التسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية الجديدة.

مصادر إعلامية متابعة رأت أن عدد الفرق لم يكن وحده اللافت، بل تنوعها الجغرافي والمهني أيضاً، ما يدل على أن سوريا دخلت مرحلة تستحق أن تُروى قصتها مباشرة في لحظة سياسية واجتماعية شديدة الحساسية.

ما وراء المشهد الاحتفالي

الحضور الإعلامي الكثيف لا ينفصل، وفق المصادر، عن التحوّلات العميقة التي شهدتها البلاد خلال عام مضى، فقد سعت الفرق الصحفية إلى ما هو أبعد من تصوير الاحتفالات، مركّزة على فهم ملامح البنية السياسية والاجتماعية الجديدة، واستكشاف ديناميات الشارع السوري في مرحلة ما بعد إسقاط النظام السابق.

ووفق مراقبين، أبدى مراسلون مستقلون اهتمامهم برصد المزاج المجتمعي وتفاعل المواطنين مع التحولات الجارية، معتبرين أن الاحتفالات تشكل بوابة لفهم أوسع: كيف ينظر السوريون إلى مستقبلهم، وما الذي يطمحون إليه بعد التحول السياسي الكبير.

وفي الوقت نفسه، حاول إعلاميون آخرون كما يرى المراقبون قراءة العلاقة بين مظاهر الفرح وواقع الخدمات والمؤسسات، لاعتقادهم أن فهم المرحلة الانتقالية يتطلب قراءة مزدوجة تجمع بين الرمزية والواقع اليومي.

إعادة تموضع في الفضاء الدولي

هذا الاهتمام الصحفي الدولي يعكس عودة سوريا إلى نطاق الرصد العالمي بعد أعوام من الانكفاء، فوجود هذا العدد من الصحفيين ليس مجرد خطوة مهنية؛ بل مؤشر على أن البلاد تعيد صياغة موقعها في العلاقات الدولية عبر رواية جديدة، تتجاوز صورة الحرب التي ظلت طاغية لسنوات.

ويعتبر المراقبون أن هذه العودة الإعلامية قد تأتي استكمالاً لانفتاح سياسي واقتصادي على سوريا، وخاصة مع رغبة المؤسسات الدولية في فهم تفاصيل المرحلة الانتقالية عبر مصادر أولية، لا من خلال قراءات بعيدة، بمعنى أن التغطية الإعلامية الواسعة تمثل إعادة إدراج سوريا في خريطة الاهتمام العالمي.

وتبقى الإشارة الأبرز أن حضور 74 فريقاً إعلامياً من 24 بلداً يعكس انتقال سوريا من موقع المتابع إلى موقع الحدث، ومن هامش السرد العالمي إلى مركزه، في مرحلة تحاول فيها البلاد إعادة بناء سرديتها وصورتها ووزنها في المحيطين الإقليمي والدولي.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock