منوعات

قرّب ع الطيّب… مشروبات تُنعش قلوب السوريين وتتحدّى الكورونا

للصيف نكهاته الخاصة مع السوريين، فبتنوع المحاصيل الزراعية من الفواكه، تتنوع معها المشروبات التي تلطّف الأجواء الطقسيّة الحارة، وتحلّي الجلسات وأوقات السمر.

اليوم بما يحمله لنا الغرب من اختلاف في ذائقته مع الرغبة الملحة في مواكبته، لم ننسَ هذه المشروبات بل تطول في قائمتها مع التحدي للظرف الكوروني، وما فرضه علينا من مخاوف لضرورة النظافة والتعقيمات، والتحذيرات من تجنب تناول المشروبات والمأكولات العامة. وحتى الضيق الاقتصادي الخانق، لم يثنِ العائلات بطيب عصائرها، لتحلًي معها الأوقات وتخفف عنها حرّ الشمس الحارقة أثناء التجول أوالتسوق، حيث يتناولون بعضها وهي تباع على طريقة الـ (السلاش)ومنها نتوقف: شراب الورد، عرق سوس، قمر الدين، الليمونادة.

شِفا وخمير يا عرقسوس

عرفت جذور نبتة العرقسوس منذ آلاف السنين عند الحضارات القديمة كقيمة علاجية كبيرة، استخدمه البابليون كعنصر مقوٍ للجسم ومناعته، بينما أعد المصريون من جذوره العصير وكانوا يخلطونه بالأدوية المُرّة لإخفاء طعم مرارتها ويعالجون به أمراض الكبد والأمعاء، والأطباء اليونانيون عالجوا به السعال الجاف والربو والعطش الشديد.

وفي عاداتنا الرمضانية يحتل هذا المشروب مكاناً مهماً على المائدة، حالياً نشاهد بائع العرقسوس المتجول في الأسواق، يقوم ببيع مشروب العرقسوس المثلّج كواحد من أهم المشروبات الشعبية.

شَرَبات الوردة الدمشقية

عرف الغرب الوردة الجورية من خلال الحملات الصليبية في القرن الثالث عشر ميلادي، حيث تم نقل الوردة من سورية إلى أوروبا، هذه الوردة التي تعددت استخدماتها، ولكن اليوم سنتحدث عن المشروب المستخلص منها، والذي برع السوريون والمناطق المجاورة بصناعته وتقديمه في المناسبات والأفراح ، حيث يُستخدم في حفلات الزفاف لضمان زواج سعيد وكرمز للحب والنقاء. هذا عدا عما يتمتع به شراب الورد بقيمته الغذائية والعلاجية ، أيضاً يسهم في تنشيط الجهاز الهضمي والتأثير الإيجابي على الجهاز التنفسي، إضافة إلى  مركباته العطرية التي تدخل في تكوين الصناعات التجميلية.

ممنون يا ليمون

لو قلّبنا صفحات التاريخ بحثاً عن أصل ثمرة الليمون لوجدنا أنها تعود بجذورها إلى أرض الهند ومنها انتقلت إلى أطراف العالم، ويقال إنّ كلمة ليمون محرّفة عن الكلمة الهيروغليفية ”ممون”، وهو أقدم اسم عُرف في العالم لشجر الليمون و ثمره. كما عرفه المصريون القدماء واستعملوه في الطب ولاسيما في مكافحة السموم. وحتى اليوم ما زال الليمون الصغير الحجم منتشراً ويكثر في مصر ويدعى (بنزاهير) وقيل: هذه اللفظة فارسية ومعناها ضد السم، وقد أطلق على شجرة الليمون اسم ”ملكة الفواكه” لفائدة ثمارها وزهورها وأغصانها وأوراقها. وبالنسبة لمشروب الليمونادة استخدم كعلاج شعبي منذ أمد بعيد لفوائده الكثيرة، فالمطربون كانوا يشربونه مع الماء الساخن لحماية حناجرهم من الالتهابات، وأيضا معروف مفعولها السحري في السيطرة على وتيرة الانفلات العصبي، التي تزداد حدة وخصوصاً في لفحة الحرارة العالية في فصل الصيف.

أمر الدين

بمناسبة الحديث عن العصائر والمشروبات لابد لنا من الحديث عن عصير يعتمده الدمشقيون وعلى الخصوص في هذا الوقت، الذي تكثُر فيه ثمار المشمش. مشروب “قمر الدين” الذي له مكانته على المائدة الرمضانية لما يحمله من قيمة غذائية عالية، حيث يتم نقع قطعه الجافة بالماء وممكن أن يضاف إليه السكر.

وعن تاريخ صناعة قمر الدين أوتسميته، تذهب بعض الروايات إلى أنه يعود لنحو 1400 عام، إذ يُروى أن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك كان يأمر بتوزيع مشروب المشمش فور ثبوت رؤية هلال رمضان، ومن هنا يقول البعض أطلق عليه “قمر الدين”، بينما يقول آخرون إن تسميته تعود إلى قرية في بلاد الشام تشتهر بصناعته اسمها “أمر الدين”، على حين يُرجع بعض آخر التسمية إلى أشهر صنّاعه وكان اسمه قمر الدين.

سوسن صيداوي – الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock