العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

«قسد» تواصل سياسة ترهيب المدنيين.. القنص بدل الحوار

تُثبت الأحداث الأخيرة التي شهدها اليوم، محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب أن ميليشيات «قسد» لا تزال تصر على انتهاج أسلوب الفوضى الأمنية كبديل عن أي مسار وطني أو سياسي مسؤول، فاستهداف حواجز أمنية وآليات مدنية، وإصابة متطوعين من الدفاع المدني أثناء أداء واجبهم الإنساني، يكشف بوضوح طبيعة السلوك الذي تمارسه هذه المجموعات، والذي يتجاوز أي ادعاء بحماية المدنيين أو تمثيلهم.

إن استخدام سلاح القنص في مناطق مأهولة بالسكان لا يمكن تفسيره إلا كرسالة ترهيب متعمدة، هدفها بث الخوف وشل الحياة اليومية، وضرب الشعور بالأمان لدى المواطنين، فحين يستهدف المتطوعون والكوادر المدنية، فإن الرسالة ليست عسكرية بقدر ما هي نفسية وسياسية، تسعى إلى تقويض الثقة بالمؤسسات، وإظهار الدولة بمظهر العاجز، ولو على حساب دماء الأبرياء.

تحاول «قسد» من خلال هذه الممارسات فرض نفسها كقوة أمر واقع، مستخدمة المدنيين كورقة ضغط في أي ترتيبات أو مفاوضات قادمة، إلا أن هذه السياسة لم ولن تمنحها شرعية، بل تكشف عن مأزق حقيقي تعيشه، يتمثل في العجز عن تحقيق مكاسب سياسية دون اللجوء إلى الابتزاز الأمني.

إن ما جرى في حلب ليس حادثاً عابراً، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تؤكد أن «قسد» توظف السلاح للترهيب، وتتعامل مع المجتمع المحلي كأداة ضغط لا كشريك، وهذا النهج لا يخدم الاستقرار، ولا يعبر عن تطلعات السوريين، بل يرسخ الانقسام ويعمق الجراح في وقت أحوج ما تكون فيه البلاد إلى التهدئة وإعادة بناء الثقة.

في المحصلة، فإن استهداف المدنيين والمتطوعين لن يصنع نفوذًا، ولن يفرض واقعاً سياسياً مستداماً، بل سيبقى شاهداً على فشل خيار القوة، وعلى أن من يراهن على الخوف، يخسر المجتمع قبل أن يخسر المعركة.

وفي السياق ذكرت وزارة الداخلية على موقعها الرسمي في “تلغرام” أن قوات “قسد” المتمركزة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب أقدمت مساء اليوم على الغدر بقوات الأمن الداخلي المتمركزة في الحواجز المشتركة، عقب انسحابها المفاجئ وإطلاق النار على الحواجز، رغم الاتفاقات المبرمة، ما أدى إلى إصابة عنصر من قوات الأمن الداخلي وعنصر من الجيش، بالإضافة إلى العديد من الإصابات بين عناصر الدفاع المدني والمدنيين.

كما أكدت مديرية إعلام حلب في منشور لها إصابة عدد من المدنيين بينهم 3 عناصر من الدفاع المدني نتيجة خرق جديد لوقف إطلاق النار من قبل قوات “قسد” التي قامت باستهداف نقاط للأمن الداخلي قرب دواري شيحان والليرمون.

وقال وزير الخارجية أسعد الشيباني، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان اليوم الإثنين، إن اتفاق 10 مارس، الموقّع بين الحكومة السورية وقوات “قسد” يعبر بوضوح عن إرادة الحكومة في توحيد سوريا، لكنه أشار إلى أن دمشق لم تلمس حتى الآن إرادة جدية من جانب “قسد” لتنفيذ بنوده، فيما اعتبر فيدان، أن المحادثات بين “قسد” وإسرائيل، تشكل عقبة أمام جهود الإدماج.

وفي 10 آذار الماضي، وقع الرئيس  أحمد الشرع، وزعيم “قسد” مظلوم عبدي، اتفاقاً لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرق البلاد بإدارة الدولة، رسمياً، مع وعد بإعادة فتح المعابر والمطارات ونقل حقول النفط إلى السيطرة المركزية.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock