العناوين الرئيسيةسورية

كلمات الرئيس الشرع في الكنيسة المريمية.. رسالة التعايش والسلام

كلمات قليلة كتبها الرئيس أحمد الشرع خلال زيارته إلى الكنيسة المريمية في دمشق، إلا أنها حملت جملة كبيرة من المعاني والرسائل لجهة التعايش السلمي، والتقدير المتبادل بين الأديان، والحرص على استمرار هذا التعايش كأساس للوحدة الوطنية في سوريا.

من الواضح أن تصريحات الرئيس حملت دلالات عميقة، جمعت بين البُعد الديني والاجتماعي والسياسي، إذ استشهد في البداية، بآية من القرآن الكريم ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾، هذه الآية من سورة المائدة، وهي تشير إلى الاحترام والتقدير الذي يُظهره المسلمون تجاه المسيحيين، وخاصة أولئك الذين يتحلون بالتواضع والإيمان، وهذا تأكيد من الرئيس الشرع من خلال هذه الآية على الروابط المشتركة بين المسلمين والمسيحيين في سوريا، حيث يُبرز مفهوم التعايش السلمي والتآخي بين الأديان.

لقد حرص الرئيس الشرع على أن يعكس تاريخ دمشق، المدينة العريقة كمركز حضاري وثقافي، حيث تعايش المسلمون والمسيحيون معاً لقرون طويلة، من خلال قوله ” ‏دمشق لهي أول عيش مشترك عرفته البشرية”، فدمشق، على اعتبارها أحد أقدم المدن في العالم، كانت دائماً مثالاً للتعايش بين الأديان والثقافات.

أما عبارة “ودوام ذلك عهد وميثاق وواجب”، فهي تعبير عن التزام الرئيس بالإبقاء على هذا التعايش وحمايته، فهي دعوة لرفض أي محاولات للتفرقة أو الفتنة بين الطوائف في سوريا، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على هذا العيش المشترك كأساس لوحدة المجتمع السوري.

زيارة الرئيس الشرع إلى الكنيسة المريمية، بما تحمله من أهمية، فهي تؤسّس لمفهوم العيش المشترك على أسس حقيقية وصادقة، وهي ترسيخ لمبادئ الاحترام والتسامح بين أبناء الوطن، كما أنها تعكس قيمة التعايش السلمي كأساس للعيش المشترك، مع التأكيد على أن دمشق كانت وما زالت رمزاً لهذا التعايش عبر التاريخ، ليكون ما كتبه الرئيس الشرع رسالة تأكيد على أن مستقبل الوحدة والتسامح هو بناء مشترَك يتطلب من الجميع أن يكونوا حراساً لهذا التراث النفيس.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock