سياسة

كلهم إرهابيون!

سواء أبقى القيادي المدعو “أبو مالك التلي” على استقالته من “هيئة تحرير الشام” أم تراجع عنها كما تسرب مؤخرا، فإن الأمر لن يغيير من حقيقة أن “جبهة النصرة” التي تتخذ من الهيئة واجهة لها، وتتلقى دعما تركيا وأميركا، مصنفة على اللوائح الدولية كتنظيم إرهابي، واجتثاثه وغيره من التنظيمات الإرهابية حق مشروع للدولة السورية تكفله القوانين الدولية.
ومما لا شك فيه، أن الأنباء تأتي في سياق محاولات النظام التركي وأميركا المتواصلة والرامية إلى نزع صفة الإرهاب عن التنظيم، وتحويله إلى “كيان سياسي”، أملا في استمرار سيطرته على بقعة جغرافية في شمال غرب سورية لاستخدامه في تنفيذ سياستهما في سورية.
فمنذ توقيع “اتفاق موسكو” في الخامس من آذار الماضي والذي نص على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بادلب وعلى تسيير دوريات مشتركة على طريق اللاذقية – حلب الدولية، ومن ثم قيام إرهابيين بعرقلة إتمام تسيير هذه الدوريات، كثر الترويج عن وجود إرهابيين “متشدديين” قبلوا الاتفاق وآخرين “أكثر تشددا” رفضوه علانية، منهم التلي وأبو الفتح الفرغلي وأبو اليقظان المصري، وكذلك وجود تنظيمات إرهابية “متشددة” يمكن لنظام أردوغان السيطرة عليها مثل “النصرة” وأخرى “أكثر تشددا” لا يستطيع السيطرة عليها ورفضت الاتفاق مثل “حراس الدين” و”الحزب التركستاني”.
أيضا بعد توقيع الاتفاق، تزايد الحديث في وسائل الإعلام التركية وأخرى إقليمية ودولية، منها أميركية، عن أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيرا في سياسة “الهيئة” المدعومة بقوة من نظام أردوغان، مع تلميحات إلى عمليات إقصاء ستطال القيادات “الأكثر تشددا” فيها، في إشارة إلى رافضي “اتفاق موسكو”، إضافة إلى عمليات استئصال ستطال التنظيمات “الأكثر تشددا”.
وإن كانت التطورات السابقة تؤكد المؤكد بأن النظام التركي والولايات المتحدة الاميركية تسعيان لرفع صفة الإرهاب عن تنظيم مصنف دوليا أنه “ارهابي” ودعمه من أجل استمرار سيطرته على جزء من الأراضي السورية، فإنه من المفيد تذكير الطرفين بأن سورية قيادة وجيشا وحكومة وشعبا ماضية بكل ما أوتيت من قوة باستعادة سيطرتها على كل شبر من الأراضي السورية وتطهيرها من رجس التنظيمات الارهابية بكل مسمياتها ومن كل الإرهابيين بغض النظر عن ألقابهم من الجولاني إلى التلي إلى الفرغلي الى المصري و غيرهم، فكلهم إرهابيون.
موفق محمد – الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock