العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

كويفي لـ”الوطن”: تفجير المسجد بحمص جزء من استراتيجية إرهابية لتحقيق أهداف سياسية شيطانية

اعتبر الباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية، باسل كويفي، أن التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداً في حي وادي الذهب بمدينة حمص خلال صلاة يوم الجمعة، هو جزء من استراتيجية إرهابية ممنهجة لتحقيق أهداف سياسية شيطانية عبر تمزيق النسيج الاجتماعي، ولا يعكس صراعاً دينياً أو مذهبياً حقيقياً.

وفي تصريح لـ”الوطن” قال كويفي: إن التفجير الذي قضى خلاله 8 أشخاص وأصيب 18 آخرين، هو عمل إجرامي وحشي جبان بكل المقاييس، لأن تنفيذ مثل هذه العمليات الإجرامية في أماكن العبادة يمثل انتهاكاً صارخاً لكل المقدسات والقيّم الإنسانية والأخلاقية والدينية والقوانين الوطنية والدولية”.

ولفت كويفي إلى تبني ما تسمى جماعة “سرايا أنصار السنة” التي تعمل ضمن إطار تنظيم داعش الإرهابي الذي يتبنى أيديولوجية متطرفة تهدف بمجملها إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق التي يعمل بها، وتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية من خلال استهداف أفراد ومجتمعات ذات خلفيات محددة، والسعي إلى إفشال مسار إعادة الأمن والسلام والاستقرار في سوريا بعد سنوات من الحرب.

وأضاف “من هذا الفكر الإرهابي تم اختيار مسجد الإمام علي بن أبي طالب  في حي وادي الذهب، وهذا الاختيار جزء من استراتيجية إرهابية ممنهجة لتحقيق أهداف سياسية شيطانية عبر تمزيق النسيج الاجتماعي، ولا يعكس صراعاً دينياً أو مذهبياً حقيقياً، وخصوصاً إذا لاحظنا الهجوم الأول لـ”أنصار السنة” الذي استهدف كنيسة مار الياس بدمشق منذ عدة أشهر، ومحاولات عديدة تمكن الأمن العام من إفشالها واعتقال بعض أفرادها ومصادرة أسلحتهم”.

إن تكرار مثل هذه الهجمات يؤكد، وفق كويفي، وجود شبكات إرهابية لا تزال نشطة وقادرة على استغلال الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة، إضافة إلى الحاجة الملحة لتنسيق أمني أقوى وتعاون إقليمي ودولي حقيقي لمكافحة الإرهاب، وضرورة تعزيز خطاب ديني وسياسي موحد داخل سوريا يرفض التقسيم الطائفي ويدعو للوحدة الوطنية.

ورأى كويفي، أن “تعهد السلطات بمحاسبة المتورطين خطوة ضرورية، لكنها غير كافية وحدها، فالمطلوب هو معالجة المناخ العام الذي يسمح بتغلغل الفكر المتطرف، لافتاً إلى أن من حوامله الغياب الأمني في بعض المناطق، والاستقطاب السياسي والطائفي الإقليمي، ومحدودية دور المؤسسات الدينية المعتدلة في التوعية، وتدهور التعليم والاقتصاد (الجهل والفقر) في مناطق تمدد الجماعات الإرهابية.

وقال: إن “جميع الضحايا في هذه الجريمة هم سوريون، وجميع السوريين هم المستهدف الحقيقي من هذه الأعمال التي تهدف إلى تحويل الخلاف السياسي إلى حرب أهلية بين مكونات الشعب الواحد، ولعل مواجهة هذا الخطر تتطلب وحدة وطنية صادقة وفعالة، ورفضاً قاطعاً لمحاولات تقسيم السوريين طائفياً أو إثنياً أو جغرافياً، والعمل الدؤوب في إنجاز حوار وطني يفضي إلى عقد اجتماعي جديد يعزز الأمن والسلام والاستقرار المستدام على كامل الأرض السورية”.

وختم كويفي تصريحه بالقول: “نحن في مرحلة شديدة الحساسية لا تحتمل العبث ولا الصمت عن الأخطاء، النقد واجب، لكن بوعي ومسؤولية، لا بتعميم ولا بتشكيك، وذلك من أجل بناء سورية جديدة دولة المواطنة والتشاركية وسيادة القانون”.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock