اقتصادالعناوين الرئيسية

لحماية الدولار.. الولايات المتحدة تسوق العالم إلى “الركود الكبير”

بغية الحفاظ على قيمة عملتها وموثوقيتها وتحكمها بالعالم، عاجلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى محاولة إنقاذ الدولار الهابط ومواجهة تضخم العملة الذي لم تشهد له مثيلا منذ 4 عقود برفع سعر الفائدة أكثر من مرة ما جعل الوصول إلى الركود الاقتصادي أمرا محتوما.
ويحدث الركود العالمي، الذي توقعته اليوم رئيسة منظمة التجارة العالمية، عند انخفاض قيمة العملة وضعف القدرة الشرائية لدى المستهلكين بحيث يصبح الإنتاج أكبر من الاستهلاك الأمر الذي يجعل المنتجين أمام احتمالين إما تخفيض سعر المنتجات والبيع بدون ربح أو تخزين البضائع بشكل مستمر، ولذلك فالأسلم تخفيض أو توقف الإنتاج الأمر الذي يخلق حالة واسعة من إغلاق المنشآت والمصانع وانتشار البطالة، وتوقف النمو الاقتصادي.
وبعد رفع الولايات المتحدة سعر الفائدة اضطرت جميع الدول المقترضة بالدولار الأمريكي لرفع أسعار الفائدة في بنوكها المركزية من أجل مجاراة هذا التغيير ما سيؤدي بها إلى الركود على الرغم من أن اقتراضها كان لضخ الأموال في عملية النمو الاقتصادي، الأمر الذي سؤدي حتما إلى تفاقم الدين.
ومن غير المتوقع الخروج السريع من حالة الركود العالمي القادمة حيث أنها وصلت بعد عدة أسباب قاسية كجائحة كورونا التي عطلت الاقتصاد العالمي بشكل كبير لمدة عامين، والحرب الروسية الأوكرانية وما تلاها من عقوبات مجحفة ضد روسيا وحظر استيراد الغاز والنفط الروسيين مع عدم تأمين بدائل حقيقية لتغذية المصانع الأوروبية بالطاقة، وتخوف العالم من بوادر مجاعة عالمية واندلاع نزاعات جديدة في عدة بؤر توتر حول العالم في الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب الصين.
ويبدو أن التخلص من هيمنة الدولار الأمريكي وفرض سلة عملات مساعدة هو الحل الأمل للخروج من حالة الركود أو الحالات المشابهة عبر الاستعاضة عن العملة المركزية بعملات أخرى تتمتع بذات الموثوقية في العالم.

الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock