من الميدان

لماذا اغتيل مسؤول عقارات “تحرير الشام” في ادلب؟

اغتال مجهولون بعيارات نارية، اليوم الاثنين 18 أيلول، ما يدعى بـ “مسؤول العقارات” في “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) المدعو “أبو ياسر الشامي” في مدينة حارم قرب الحدود التركية بإدلب ضمن حملة الاغتيالات التي طالت مسؤولي الهيئة وفي مقدمتهم “الشرعيون” الذين زهقت أرواح ثلاثة منهم في أسبوع.

وأكدت مصادر أهلية في ادلب لـ “الوطن أون لاين” أن القتيل “الشامي” سبق وأن استولى باسم الهيئة على الكثير من العقارات للسكان بحجة أنها كبيرة ويجب أن يكون ريعها لـ “بيت مال المسلمين” أي للهيئة، ورجحت أن تكون عملية اغتيال “مسؤول العقارات” في الهيئة “جنائية” من المزارعين الممتعضين من سياسته المجحفة بحقهم.

ولفتت المصادر إلى أن كل أرض زراعية وحتى غير الزراعية والتي تزيد مساحتها عن 50 هكتاراً تتم مصادرتها من ملاكها الأصليين والسماح لهم باستثمارها مقابل مبلغ مالي يدفع للهيئة، ما أثار سخطاً واستياءً لدى الفلاحين والرأي العام الادلبي بشكل عام.

وقال مصدر إعلامي معارض مقرب من “تحرير الشام” لـ “الوطن أون لاين” أن حملة الاغتيالات ستتواصل داخل الهيئة وستستهدف الجناح المعارض لأنقرة والتدخل التركي في ادلب، وهو ما لوحظ من خلال تصفية الشرعيين المعروفين المناوئين لأنقرة وهم من العرب حيث يستأثر السعوديون بمعظم المناصب الشرعية بصفتهم مروجين للفكر الوهابي الذي يسيطر على خطاباتهم وفتاويهم.
واغتال مسلحون على دراجة نارية الجمعة الماضية الشرعي “سراقة المكي” أحد شرعيي “تحرير الشام” ويعمل خطيباً لمسجد سعد بن أبي وقاص في مدينة ادلب أثناء خروجه من صلاة الجمعة بعد ثلاثة أيام من اغتيال زميله في الهيئة “أبو محمد الجزراوي” الملقب بـ “الحجازي” من قبل مجهولين في مدينة سراقب شرقي ادلب.

وسبق عضو “الهيئة الشرعية” في “تحرير الشام” الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني عملية الاغتيالات بتقديم استقالته مع زميله وابن بلده مصلح العلياني، الأسبوع الماضي، قبل أن يأتيهما الدور وأوضح مصدر معارض مقرب من ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية” لـ “الوطن أون لاين” أن المحيسني استمع إلى نصيحة تركية بمغادرة “تحرير الشام” قبل أن يغرق مركبها والذي بدأ يترنح من انشقاق ميليشيا “جيش الأحرار” ثاني أكبر فصيل بعد “النصرة” والذي سبقته في الانشقاق ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي” منتصف الشهر ما قبل الفائت أثناء الاحتراب بين “الأحرار” “والنصرة” التي سيطرت على معظم مساحة المحافظة.

وتحوم شكوك حول نية أنقرة تصفية المعارضين لها في “تحرير الشام” عبر ميليشيات مسلحة موالية لها وتتلقى التعليمات منها لإضعاف الهيئة قبل الهجوم على معاقلها في الأيام المقبلة ريثما تجهز الاستعدادات والتعزيزات التي يستقدمها الجيش التركي إلى الحدود الإدارية مع ادلب بالتزامن من التحضيرات التي تجريها ميليشيا “درع الفرات” شمال حلب للمشاركة في العملية والوصول إلى عمق المحافظة.

ادلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock