سوريةسياسة

ما علاقة التنظيمات «الجهادية» الجديدة في «خفض التصعيد» بـ«النصرة» وما يحدث على «M4»؟

أفرزت الأحداث الأخيرة في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب تنظيمين «جهاديين» جديدين أعلن الأول، وهو «كتائب خطاب الشيشاني» مسؤوليته عن استهداف الدوريات المشتركة الروسية التركية على طريق عام حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4» ٣ مرات، على حين تبنى الثاني، وهو «سرية أنصار أبي بكر» استهداف النقطة العسكرية التركية في بلدة «سلة الزهور» على الطريق ذاته في ٢٩ الشهر الماضي.

وربطت مصادر متطابقة أهلية وأخرى معارضة مقربة من ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا تابعة للاحتلال التركي في إدلب، خلال حديثها لـ«الوطن» ما يحدث على «M4» بتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وأجندته في منع فتح الطريق الدولية أمام حركة المرور، من خلال تنفيذ تفجيرات تعيق تسيير الدوريات المشتركة وتجعل الطريق غير آمنة على المدى البعيد.

ورأت المصادر، أن مثل هكذا تنظيمات «جهادية» لا تظهر بين ليلة وضحاها في منطقة يهيمن «النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة على أكبر حصة من مساحتها، على الرغم من وجود ٦٨ نقطة مراقبة غير شرعية للاحتلال التركي ونحو ١٢ ألف جندي تركي فيها، وعلى الرغم من جهود أنقرة ومساعيها لاحتواء الفرع تارة، بالسماح له بتوسيع نفوذه على حساب ميليشياته وبقية التنظيمات الإرهابية، وتارة أخرى بتسويقه وتبييض صفحته السوداء لدى دول الغرب على أنه «معتدل» وغير رافض لاتفاقاتها الإقليمية مع موسكو مثل «اتفاق موسكو» في ٥ آذار الماضي و«اتفاق سوتشي» في ١٧ أيلول لعام ٢٠١٨، بخلاف ما تشير إليه الوقائع على الأرض.

وأشارت المصادر إلى أن «النصرة» غير قادرة على العيش باستقرار في «خفض التصعيد»، لأنها تسعى إلى تأسيس ثم إعلان إمارتها «الإسلامية»، ولذلك ليس من مصلحتها تحقيق الأمن في المنطقة، بل عليها إيجاد عدو دائم لقتاله وعسكرة المجتمع وفرض قوانين جائرة لتدجينه وفق عقيدتها التي لا تقبل مشاركة أحد غيرها في الحكم، الأمر الذي دفعها إلى تأسيس تنظيمات وهمية رديفة لها، على غرار «خطاب الشيشاني» و«أنصار أبي بكر»، لتحقيق أهدافها بالحيلولة دون تنفيذ اتفاقات فتح الطريق السريع بين حلب واللاذقية وتحقيق الأمن والسلام في إدلب والأرياف المجاورة لها، ودون أن يكلّفها ذلك وضع نفسها في مواجهة النظام التركي وجيش احتلاله في المنطقة.

ولفتت إلى أن تركيا استشعرت خطر نوايا «النصرة»، فضغطت عليها للقضاء على تنظيم «حراس الدين» ثم «حزب التحرير الإسلامي»، وقبلت بتنفيذ مناورات مشتركة مع روسيا على «M4»، الهدف منها تنظيم عمليات الاستهداف الناري المشترك للجماعات التخريبية التابعة للعصابات المسلحة التي ترفض المصالحة، ما يطلق يد القوات الجوية الروسية بشكل واسع في حال استهداف الشركة العسكرية الروسية أثناء تسيير الدوريات المشتركة إلى جانب جيش الاحتلال التركي على الطريق الدولي.

وتوقعت المصادر، أن ترد «النصرة» على هذه الخطوة التصعيدية التي قبلت بها حليفتها أنقرة في زمان ومكان مناسبين وعلى الطريق نفسه في المستقبل القريب.

 

خالد زنكلو- «الوطن»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock