العلاقات السورية الصينية

مبادرة للتعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات

أصدرت وزارة الخارجية الصينية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الاجتماع الافتراضي بشأن أمن البيانات الذي عقد في التاسع والعشرين من الشهر الفائت، “مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات”. حيث أصبحت الدول العربية أول منطقة في العالم تصدر مع الصين مبادرة في مجال أمن البيانات.

الجانبان اعتبرا أن هذه المبادرة تعتبر تجسيداً للتوافق المهم بين الصين والدول العربية في مجال الحوكمة الرقمية، وخطوة تسهم في وضع القواعد الدولية في مجال أمن البيانات، وتقدماً كبيراً لجهود الدول النامية المشتركة في تعزيز الحوكمة الرقمية العالمية.

وأشار الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أنه “من أجل إضفاء قوة دافعة جديدة على نمو الاقتصاد العالمي، نحتاج بشكل ملح إلى تسريع وتيرة نمو الاقتصاد الرقمي، والدفع بتقدم منظومة الحوكمة العالمية للإنترنت نحو اتجاه أكثر عدلاً وإنصافاً.”

في أيلول من العام الفائت أطلقت الصين “مبادرة أمن البيانات العالمية” التي قدمت حلاً صينياً لوضع القواعد للحوكمة الرقمية العالمية، الأمر الذي لاقى تقديراً إيجابياً واسع النطاق من المجتمع الدولي.

وعلى أساس هذه المبادرة، أصدرت الصين والدول العربية “مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات”، الأمر الذي يؤكد أن الحل الصيني يتماشى مع تيار العصر، ويستجيب لاحتياجات المجتمع الدولي، ويدل مرة أخرى على أن “من يتمسك بقضية عادلة يتلقى دعماً أكثر”.

تعتبر الحوكمة الرقمية مجالاً جديداً في الحوكمة العالمية، بينما تمثل المخاطر في أمن البيانات تحدياً مشتركاً لجميع الدول، فإزالة هذه المخاطر تتطلب بناء الثقة المتبادلة وتعميق التعاون بين جميع الدول، وقد ساهم اتباع بعض الدول نزعة الأحادية والهيمنة، وتسييس قضية أمن البيانات، بتشكيل تشويش خطير للجهود الدولية الرامية إلى تعزيز التعاون الرقمي.

وعلى الرغم من أن الصين والدول العربية كانت ولأسباب تاريخية تأخذ دور المفعول به على صعيد القواعد الدولية، غير أن الجانبين أدركا ضرورة لعب دور فاعل في الحوكمة العالمية وأخذ زمام المبادرة في وضع القواعد الدولية.

في هذا السياق، أسهمت هذه المبادرة في بناء فضاء سيبراني سلمي وآمن ومنفتح وتعاوني على أساس تعددية الأطراف، وقدمت مثالاً لمشاركة الدول النامية في الحوكمة العالمية، وساهمت بالحكمة والقوة في إيجاد “القاسم المشترك الأكبر” بين دول العالم في مجال الحوكمة الرقمية العالمية.

في السنوات الأخيرة، حقق التعاون الرقمي المتعمق بين الصين والدول العربية نتائج مثمرة، ففي عام 2017، أطلقت الصين ومصر والسعودية والإمارات وغيرها “مبادرة التعاون الدولي للاقتصاد الرقمي في إطار الحزام والطريق”. وفي تموز عام 2020، دعا الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في قراره إلى تعزيز التعاون والاستفادة المتبادلة بين الجانبين في مجال الإنترنت وتنمية الاقتصاد الرقمي.

وخلال جائحة فيروس كورونا المستجد، تقاسمت شركات التجارة الإلكترونية الصينية التقنيات والخبرات في بناء المنصات وإدارة اللوجستيات بشكل نشط، مما قدم مساهمة إيجابية في مساعدة الدول العربية على استئناف الأعمال والإنتاج.

وفقا للإحصاءات، تشمل المنصات الصينية للتجارة الإلكترونية 80% من مستخدمي الإنترنت في الدول الخليجية الست.والمبادرة ستدفع بلا شك العلاقات الصينية العربية، وتحقق نتائج أكثر للتعاون الرقمي المتنامي بين الجانبين.

وكما يقول المثل الصيني، “مواكبة العصر الصراط المستقيم.” فقد أثبت وسيثبت التاريخ أن تعددية الأطراف ستنتصر حتماً على أحادية الطرف، والتعاون المتبادل المنفعة سيحل حتماً محل اللعبة الصفرية.

في وجه التحديات المشتركة لحماية أمن البيانات، ستشجع هذه المبادرة التي تجسد روح التعاون والانفتاح والتسامح بكل تأكيد المزيد من أعضاء المجتمع الدولي على المشاركة في هذا التعاون، وتساهم في توحيد الجهود الدولية في الحوكمة الرقمية، وتفتح صفحة جديدة للحوكمة الرقمية العالمية، بما يقدم مساهمة أكبر لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للفضاء السيبراني.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock