من الميدان

متزعمو فصائل حلب غدروا وضحوا بمسلحيهم وخيارات الجيش مفتوحة للرد

وكان متزعمو الميليشيات المسلحة أخلوا بالاتفاق الذي يقضي بخروجهم من الأحياء القليلة المتبقية بحوزتهم إلى ريف حلب الغربي مقابل وقف لإطلاق النار يسمح بتبادل أسراهم بأسرى الجيش وجثامين جنوده الذين نقلوهم معهم في سياراتهم الخاصة التي عبرت معبر الراموسة الخاص بالعملية، كما أخل المسلحون ببند السماح بمغادرة مصابي ونساء وأطفال بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية فمنعوهم من بلوغ مقصدهم بعد أن خرج متزعمو الميليشيات وعائلاتهم من حلب.

وأكد مصدر ميداني لـ “الوطن أون لاين” جهوزية الجيش العالية لبدء عملية عسكرية واسعة تفضي إلى بسط نفوذه على ما تبقى من أحياء لدى المسلحين وخلال ساعات قليلة فقط، وهو ما بدا أنه قيد التحقيق من خلال تحرك قطع الجيش وحال التأهب على خطوط التماس مع تلك الأحياء في انتظار إعطاء الأمر بالاقتحام وأسر ما تبقى من مسلحين فيها.

وبين المصدر أنه وبعد أن جرى خلال يوم أمس وصباح اليوم الجمعة إخراج دفعات عديدة لقوافل باصات جهزتها محافظة حلب أقلت نحو 9500 مسلح مع عائلاتهم ومسلحيهم المصابين عبر الراموسة إلى منطقة الراشدين الرابعة جنوب غرب المدينة قبل ان يتبين أن المسلحين نقضوا الاتفاق المبرم ونقلوا من خلال سياراتهم الخاصة التي وصلت إلى وجهتها أسرى للجيش السوري كان من المفترض أن يتم مبادلتهم مع أسراهم عدا عن أصناف من الأسلحة استوجب الاتفاق تسليمها للجيش بالإضافة إلى عدم سماح مسلحي حماة عند حواجز قلعة باب المضيق بعبور القوافل التي كان على متنها ما تم الاتفاق على نقلهم من أهالي الفوعة وكفريا بزعم أنه لم يتم التنسيق معهم، وهو ما دفع ببعض سكان البلدتين المقيمين في حلب إلى الاعتصام عن جسر الراموسة حيث المعبر الإنسانية احتجاجاً على احتجاز أهاليهم وأقاربهم.

وتابع المصدر: “غادر متزعمو المسلحين وعائلاتهم وأقاربهم إلى منطقة الراشدين الرابعة من خلال سياراتهم الخاصة وعبر القوافل الأولى وتركوا وراءهم صغار مسلحيهم لمصيرهم البائس الذي ينتظرهم وعند اكتشاف غدرهم وتخاذلهم المعتاد وألاعيبهم بالاحتفاظ بأسرى الجيش وبالسلاح المتطور معهم، عمدوا إلى إطلاق القذائف ورصاص الرشاشات على مكان التجمع لنقل زملائهم الذين ركبوا الحافلات قرب الراموسة، الأمر الذي استدعى انسحاب عناصر الصليب الأحمر والهلال الأحمر المشرفين على العملية وتوقفها فورا.

وقال شهود عيان لـ “الوطن أون لاين” أنهم شاهدوا أكثر من 250 سيارة خاصة تجاوزت معبر الراموسة متجهة إلى منطقة الراشدين الرابعة ومنها سيارات حديثة وأخرى قديمة مربوطة بشاحنات وجرارات عدا عن سيارات إسعاف أجنبية.

وسارع الجيش السوري إلى إعادة المسلحين في الحافلات إلى حيي السكري وتل الزرازير وإغلاق معبر الراموسة وإقامة السواتر الترابية لقطع الطريق المفتوح أمام حركة المرور من الراموسة إلى الراشدين الرابعة.

وتوقع خبراء عسكريين متابعين للعملية لـ “الوطن أونلاين” بقاء 5500 مسلح ومدني في مناطق سيطرة المسلحين داخل حلب بعد إجلاء جميع الأطفال والنساء منها، وهو ما يسهل عملية الجيش باستعادتها وخلال وقت قصير من مواصلة عمليته العسكرية التي حشد لها على تخوم خطوط التماس داخل حي السكري ومن جسر الحج باتجاه الزبدية ومن المناطق الس يهيمن عليها الجيش في صلاح الدين والعامرية.

ولفت الخبراء أن بإمكان الجيش وحلفائه وبعد استرداد أحياء سيطرة المسلحين جنوب حلب، التقدم باتجاه مناطق نفوذ المسلحين في ريف المحافظة الجنوبي لاستعادة السيطرة على خان طومان ومحيطها والعيش والزربة قبل التوجه في عنق ريف المحافظة الغربي إلى ريف ادلب الشمالي الشرقي نحو الفوعة وكفريا لفك الحصار المضروب عليهما وتخليص سكانهما من جور وظلم الإرهابيين الذين أطلقوا اليوم صواريخ على المدنيين فيهما خلفت شهداء وجرحى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock